| 10 سنوات على كتفه.. «إبراهيم» ظهر وسند لشقيقه المريض

على كتفيه، كان «إبراهيم»، صاحب الـ28 عاماً، يحمل شقيقه «محمود»، الذى يصغره بخمسة أعوام ويعانى من ضمور فى المخ يمنعه من الحركة والكلام بصورة طبيعية، يصعد به درجات سلم منزله فى منطقة الزاوية الحمراء، التابعة لمحافظة القاهرة، بعد يوم طويل قضاه الشقيقان رفقة والدتهما خارج المنزل، فى مشهد يتكرر منذ نحو 10 أعوام.

حكاية «إبراهيم» مع شقيقه بدأت منذ أن توفى والدهما، فهما شقيقان ليس لديهما ثالث، ولهما أم تعانى أيضاً من بعض الأمراض، الأمر الذى جعل «إبراهيم» مسئولاً أول عن هذه الأسرة البسيطة، يلبى طلباتها، فيحمل شقيقه الأصغر على كتفيه، ويذهب به لقضاء احتياجاته أو حتى للخروج فى نزهة، كما يرافق والدته فى رحلات مرضها بين المستشفيات: «همّا كل حاجة ليا فى الدنيا ومعاهم زوجتى وبنتى، أنا عايش علشانهم».

رغم المشقة الجسدية التى يتكبدها «إبراهيم» لحمل شقيقه على كتفيه ذهاباً وإياباً لقضاء بعض الاحتياجات الخاصة به، فإنه لا يرى فى ذلك تعباً، وإنما يرى أنه واجب عليه تجاه شقيقه الأصغر: «مالوش حد غيرى، وأنا سنده وضهره فى الدنيا».

يتذكر «إبراهيم» آخر رحلة صيفية قضاها رفقة شقيقه «محمود»، فيبتسم ويحكى عن مدى حب أخيه الأصغر للمياه واللعب فيها، وعن يوم طويل أجبره فيه شقيقه على البقاء أمام المياه، حاملاً إياه على الشاطئ: «بانسى أى تعب، وكله بيهون لما باشوفه بس بيضحك».

لا يرغب «إبراهيم» فى أى شىء سوى توفير معاش لشقيقه الأصغر «محمود» يساعده فى المعيشة، وهو الأمر الذى لم يتحقق بسبب سيارة «ربع نقل» كان والدهما كتبها باسم شقيقه لتساعده على العيش، وعلى العكس كانت عبئاً عليهم: «العربية اتراكم عليها فلوس التأمينات، ومش عارف أرخصها، وبالتالى مش عارف أشتغل بيها رغم إن شغلتى السواقة، ووجود العربية باسمه مش مخلينا عارفين نعمل له معاش، وبقينا لا طايلين ده ولا ده».