أفضل المشاعر تلك التي تُقدمها حينما تمسك بقلمك وتنفرد بأوراقك لتسطر عليها ما يجول بخاطرك، وقتها تكون كلماتك مفعمة ومزدحمة بمشاعر ناطقة، إذ أن الحبر وتعرجاته على الورقة قادران على إيصال مشاعرك كونهما يحملان بصمات روحك قبل يدك، بعكس الجُمل المُرسلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي مهما طالت تظل صامتة باهتة، وهو ما أدركته الفتاة العشرينية سلمى أحمد، لتبدأ في تصميم الرسائل الورقية وتزينها بالورود وكلمات الأغاني القديمة التي تعبر عن المشاعر الدافئة بين الأحباء.
«لو عايز مشاعرك توصل أمسك قلمك وأكتب».. قالتها «سلمى» صاحبة الـ20 عامًا، والطالبة بالفرقة الثانية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، أثناء حديثها لـ«»، موضحة أنها تهوى اللعب بالورق منذ صغرها، لكنها لم تهتم به كثيرًا لتركيزها في الدراسة، مُضيفة أنها عادت إلى هوايتها في عامها الجامعي الأول، عبر تكوين بعض المجسمات الورقية وأفكار الهدايا البسيطة، والتي نالت إعجاب صديقاتها بشدة، ما شجعها على الاستمرار: «بدأت أتفرج على فيديوهات واتعلمت وعملت فكرة هدية عبارة عن 3 بوكسات جوه بعض وكل واحد منهم مليان هدايا وصور ورسائل مكتوبة بخط الإيد».
بداية «سلمى» في تصميم الرسائل
ونظرا لعشق الفتاة العشرينية لكل ما يحمل روائح الماضي، وجَّهت اهتمامها نحو الرسائل الورقية وبدأت في تصميمها بأوراق «الكرافت» وتزيينها بالورود المُجففة مع كتابة بعض كلمات الأغاني القديمة بالخط العربي: «بعمل الغلاف من ورق الكرافت السميك، والورقة اللي بيتكتب عليها كلمات الرسالة نفسها بتكون على ورق كرافت رهيف، وبلف الغلاف من برا بشريط خيش، علشان يفكرنا بأيام زمان»، بحسب «سلمى»، والمراسيل الورقية من وجهة نظرها قادرة على إيصال المشاعر بقوة ونقل إحساس مُرسِلها، كما أنها من أفضل الهدايا التي يُمكن تبادلها بين الأشخاص.
«سلمى»: نفسي الناس ترجع تتبادل الرسائل الورقية
«بتكون غير الهدايا المادية، لأن دي بتفضل موجودة معانا وكل ما نقراها بنحس بنفس المشاعر بتاعة المرة الأولى»، أوضحت الفتاة العشرينية أنها تتخذ تصميم المراسيل كهواية أولًا قبل أن تكون مصدرًا للدخل، وأنها دائمًا ما تجد الداعم الكافي من أسرتها وخاصة شقيقتها «زينة»، كما لفتت إلى أنها تطمح في نشر هذه الفكرة بين الناس بشكل أكبر ليعود الجميع مرة أخرى إلى تبادل الرسائل الورقية المكتوبة بخط اليد؛ لِما فيها من صدق ومشاعر واضحة قوية.