قد يمر الشخص بالضيق في كل لحظة بشكلٍ مفاجئ دون سبب مُحدد، ويُعتبر هذا الضيق أحد المشاعر السلبيّة التي قد تُسبب بعض الأمراض النفسية والجسدية؛ فعندما يُهمل الشخص هذا الضيق ولا يحاوِل معرفةَ سببه فإنّ الضيق يزداد ويتسع شيئاً فشيئاً دون أنْ يشعر حتى يصل به الأمر في النهاية إلى القلق والتوتر اللذين يُسبّبان الأمراض الجسديّة والنفسية، ومن المعروف أنّ الأمراض النفسيّة تُسبّب ضعفَ جهاز المناعة، وبالتالي يصاب الجسم بالأمراض بسهولة، ولا يستطيع أنْ يقاومها.
أوقات ومواقف.. وعلاج نفسي
الأخصائية النفسية الدكتورة نورة الثقفي، ترى أن هناك أوقاتاً ومواقف كثيرة تمر على الإنسان يسأل فيها نفسه: «لماذا أشعر بالحزن بلا سبب؟» ويحاول البحث عن سبب كآبته، ما يدفعه للعزلة والابتعاد عن المحيطين لإخفاء ما وصل إليه من معاناة وألم وحزن وكآبة. وتشير إلى أن علماء النفس رصدوا علامات كثيرة تتزامن مع الشعور بالحزن لا يجد لها الشخص تفسيراً مباشراً، إذ يشعر برغبة ملحة في الصراخ بصوت مرتفع مع بكاء مفاجئ. كما يشعر «الشخص الحزين بلا سبب» بحالة من عدم الرضا والراحة، وتتملكه رغبة قوية في إيذاء نفسه أو المحيطين به، ويعاني من شعور بالذنب وعدم حب للحياة.
وكل هذه المشاعر الحزينة طبقاً لرأي الدكتورة الثقفي، يرى علم النفس أن وراءها أسباباً كثيرة يغفلها المصاب بها ويعتقد أنها بلا سبب، ولكن الاسترشاد بالمعالج النفسي يساعده على وضع يديه على الأسباب ومن ثم علاجها ليعود الشخص لطبيعته.
اكتئاب الشتاء والخريف!
أوضحت الثقفي أن أهم أسباب الحزن المفاجئ، فقدان مفاجئ لشخص عزيز أو حبيب من الأسرة أو المقربين، سواء بسبب الفراق أو الموت، وكذا التعرض لصدمة نفسية أو موقف مُحرج إلى جانب الاكتئاب الموسمي الذي يسبب الحزن في فصول معينة كالشتاء أو الخريف، وتناول الشخص لأدوية لها أعراض جانبية تسبب الحزن، مثل أدوية علاج حب الشباب والأدوية المضادة للفايروسات، تناول المشروبات الكحولية والعقاقير المخدرة يسبب الدخول في نوبات اكتئاب، اكتشاف الإصابة بمرض خطير، يؤثر على حالة الشخص النفسية، وتعرض الإنسان لعنف لفظي أو جسدي.
أعراض الحزانى
تؤكد الاستشارية النفسية أن الشعور بالحزن بشكل مستمر لا يعتبر مرضاً في حد ذاته، لكنه عَرَض لمشكلات أخرى سواء نفسية أو عضوية؛ لذا فإنه يجب أن يتم الاهتمام بالأعراض وأخذها محمل الجد وعدم إهمالها ومتابعتها ومعرفة جدولها الزمني وأوقات تكرارها. وهناك أعراض تسبق الحالة تظهر بشكل تدريجي ومتزامن،
ويجب تتبع هذه الأعراض فهي تعتبر وسيلة للكشف عن السبب الحقيقي وراء هذه المشاعر، ومن الأعراض شعور الشخص بانعدام الطاقة، وعدم الرغبة في القيام بأي نشاط، أو الشعور بالتعب والإرهاق والكسل، أو المعاناة من مشاعر اليأس والإحباط، والشعور بالضيق والاكتئاب، أو فقد القدرة على التركيز، وينصب اهتمامه فقط على مشاعره الحزينة، ورفض تناول الطعام، وتتأثر الشهية والوزن بشكل ملحوظ، والمعاناة أيضاً من الأرق واضطراب ساعات النوم، وفقدان الشغف وقلة الاهتمام بالهوايات والأنشطة اليومية.
ابتعد عن مكثري الشكوى والتذمر
لعلاج الحزن غير المسبب، لا بد من تناول الأغذية الصحيّة السليمة الغنية بالعناصر الغذائيّة التي تُزود الجسم بما يحتاجه خصوصاً الخضار والفواكه الطازجة، والتقليل من تناول الوجبات الدّسمة، الاسترخاء، الجلوس على انفراد، محاولة مراجعة النّفس لمعرفةِ سبب الضيق المفاجئ، حل المشكلات وعدم تركها وجعلها تتراكم، ويجب على العقل الباطن أنْ يستقبل المواقف الإيجابيّة والحسنة ومحاولة تفريغ ما به من سلبيات بشكلٍ مستمر، ومن سبل العلاج الجلوس مع النّاس الإيجابيين، والابتعاد عن مُجالسة السلبيين الذين يُكثرون من الشكوى والتذمر.