أنت خائف فأبتعد عن الميدان. أنت خائف فأرحل. أنت خائف فأقترب أكثر لترى بعمق. أنت خائف فأقتل خوفك بتثبيت قدميك. الخوف فطرة إنسانية وضرورة حياتية للبقاء. الخوف هو مقدمة النصر. راقب ذاك الضياء يخرج من بعيد ليسطع في تل أبيب. هي الحياة في أبسط مرادفاتها: التضحية.
لك أيها الفلسطيني الخيار في الاختيار بين المشاركة في قيامة شعب أو الهروب وراء شاشات التلفزيون والهاتف. لك حرية القرار: صناعة الغد أو الانزواء في الخيال والمصطلحات الإنسانية غير المطبقة سوى على الضحية. أيها الفلسطيني: هل رأيت الجيش المدجج بـ”الإف 35″ والصواريخ الفوسفورية والرؤوس النووية كيف يقتلك؟ هل لاحظت جيش المستوطنين يهتك كرامتك قبل سرقة أرضك؟ الإجابة لديك في كل الوقت وفي أكثر من مكان. لذلك، لا تلتفت الى من يقول لك: هؤلاء مدنيون. لا، ومليار لا. هؤلاء محتلون، مستعمرون، قاتلون. كلامهم أقرب إلى النكتة الساذجة، لكنهم يرفضون القوة أو استخدامها. أنظر إليهم ستجدهم منتفعين من الاحتلال فينَظرون عليك لتجدهم أقرب إلى من قتل أجدادك وطرد آباءك وسيقتل أحفادك. هم باختصار يعرفون الحقيقة أنهم احتلال ويخدمون في جيشه وشرطته. هم سارقو الأرض والأحلام والمستقبل، فلا ترتجف.
أيها “المتفزلك” المنادي بمفاهيم الإنسانية، هل قرأت جان بول سارتر، حين سخر من المجتمعات الاستعمارية الأوروبية المرتكبة للجرائم وتعاير بها الضحية؛ “فهذه المجتمعات قد وضعت الضحية في قفص الاتهام لتحولها إلى وحش عنيف، غير مدركة أن تلك نتيجة طبيعية لتوحش الاستعمار وانتهاكاته الجسدية والنفسية التي يمارسها على المستعمَر”. من اختار العنف أولاً؟ أليست عصابات عنصرية أتت من كل بقاع الأرض بدعم استعماري، وتستمر في القتل والتشريد وترفض أي حلول سياسية؟ وهنا يُبسط المناضل الأممي فرانز فانون، في كتابه “معذبو الأرض” مسألة العنف الأول: “إن محو الاستعمار وهو يستهدف تغيير نظام العالم إنما هو، برنامج لقلب النظم قلباً مطلقاً. لكنه لا يمكن أن يكون ثمرة عملية سحرية أو زلزالاً طبيعياً أو تفاهماً ودياً؛ أي أنه لا يمكن أن يعقل، ولا يمكن أن قوتين تستمد كل منهما صفتها الخاصة من ذلك التكوين الذي يفرزه الظرف الاستعماري ويغذيه. إن التجابه الأول تم بين هاتين القوتين تحت شعار العنف”.
أيها الفلسطيني: إنها معركة في حرب متواصلة. وهذا الجيل عليه إثبات جودة قناعاته. الصراع صفري في الأساس، بقاؤهم يعني فناءنا. لذلك لا تأبه لـ”برجوازية وطنية” ترى أبناء شعبها بدونية وتتمتع بفوقية المحتل. لك الميدان من قبر ديفيد بن غوريون في النقب، إلى “باب الشمس” في الجليل. إنها قيامة شعب بدأت. الأمور تتدحرج بقرارات فردية لتتحول إلى اجماع شعبي. خطأ واحد فقط كفيل بإشعال الإقليم. ولعمري إنه الصواب وليس الخطأ المنتظر. فالمنطقة كلها أمام مسارين اجباريين: تسوية عاجلة تشمل فلسطين، أو حرب كبرى تبدأ في فلسطين.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0