فيودع الحائليون شعبان ويستقبلون رمضان بيوم «القرش» وهو تقليد قديم يحرص أهالي منطقة حائل على إحيائه في الربع الأخير من شهر شعبان، وقبيل دخول شهر رمضان بيوم واحد تجتمع الأسر والأقارب يشاركهم بهجتها الأطفال، وتقديم الوجبات الشعبية الحائلية، وتجتمع العائلات ويحرصون على حضور أبنائها المقرر صيامهم هذا العام، يكونون الضيوف الرسميين على سفرة القرش، فيتم تحضيرهم للصيام وإشعارهم بأهميته، وتقديم الدعم النفسي لهم للبدء في أداء هذه الشعيرة.
وخلال هذه الأيام يرتفع الطلب على محال بيع الهدايا والمشغولات الشعبية لتنظيم الفعاليات، ومع اعتدال الأجواء هذه الأيام ودخولنا فلكيًا بفصل الربيع فإن البعض اختار البر في شعاب وأودية جبال آجا أو حتى طخوم صحراء النفود الكبير.
ومن جهته أوضح صانع محتوى ومعد برامج تلفزيونية سلطان القبالي «ولارتباط الشهر المبارك في منطقة حائل بمظاهر اجتماعية وتقاليد متوارثة، يسودها جو مفعم بالروحانية والتسابق إلى فعل الخيرات».
ونوه القبالي بأن القرش أو التقريشة لتوديع شعبان واستقبال رمضان وهي مناسبة ذات طابع ثقافي واجتماعي كبير عند الأهالي، يحرصون على إحيائه كل عام، يوم القرش أو التقريشة هو اجتماع بين أفراد العائلة والأقارب ويدعى إليه الجيران والأصدقاء، ويتم من خلالها تبادل التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ويتناولون خلالها الأطعمة الشعبية، ويحرصون على ارتداء الزي التقليدي والشعبي، وشدد القبالي على أن يوم القرش يوم عائلي بامتياز يجتمع الأهل فيه.
ونوه سلطان القبالي بأن التقريشة يكون موعدها على وجبة العشاء، يتم خلالها تناول الأكلات الحائلية الشعبية القديمة، منها «الكبيبا» و«الحنيني» و«التمن» وغيرها من الأكلات، ومن أبرز مستلزمات التقريشة لبس الأطفال زيًا موحدًا يكون ذا طابع شعبي يعرض في أسواق حائل بكثرة خلال هذه الأيام.
وإلى ذلك أوضح محمد الهمزاني، ممثل مسرحي، أن القرش هو اليوم الأخير في شعبان فيطلق عليه هذا الاسم لأن الناس تودع الأكل في النهار ويحرصون على الاجتماع، والبعض يقوم بمناسبة لتوديع شعبان واستقبال رمضان، وهو تقليد ما زالت الأسر في حائل متمسكة به.
وتابع محمد الهمزاني، إن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الترويج ليوم القرش خلال السنوات الماضية ما جعل العادات تنتشر بين أبناء المجتمع الحائلي.
وبين الهمزاني اختلاف اسمها فالبعض يطلق عليه «التقريشة» واسم هذه المناسبة في الأصل هو «القرش» ومن منتصف شعبان يبدأ الحائليون في إحياء العادة السنوية، وبين أن جائحة كورونا أجلت الاحتفال بهذه العادة السنتين الماضيتين، واقتصرت على أن تكون على أفراد العائلة الواحدة.