| بطل السحور في رمضان: طوارئ لأصحاب عربات الفول والسهرة صبّاحى

ليلة بألف ليلة، هكذا يقضى أصحاب عربات الفول ليلة أول سحور رمضان، فيواصلون العمل من صباح اليوم حتى مدفع الإمساك، محققين مكاسب ينتظرونها من العام للعام.

طقوس عربات الفول في رمضان 

استعدادات من نوع خاص تشهدها عربات الفول، قبيل بدء شهر رمضان المبارك، لتتوج بالزينة والدهانات الجديدة، فضلاً عن تخزين الفول وبعض الأصناف الأخرى مثل البيض والبطاطس وغيرها، لتجهيز مائدة السحور وإفطار بعض الصائمين غير القادرين.

تتحول ساعات عمل عربات الفول من الفترة الصباحية إلى المسائية حتى أذان الفجر، تستقبل زبائنها بأدوات جديدة تتناسب مع الشهر الكريم: «لازم أعمل صيانة للعربية لو مش هقدر أشترى واحدة جديدة، وبعلق الزينة وبجيب ستارة من الخيامية وترابيزات وكراسى عشان أخلق جو رمضانى غير الشكل فى الأيام العادية» بحسب ربيع السيد، صاحب عربة فول، مؤكداً أنه ينتظر شهر رمضان بسبب بركته وأجوائه الروحانية.

يحكى «ربيع» أنه يبدأ الاستعداد لشهر رمضان من منتصف شهر شعبان، من خلال شراء كمية مناسبة من الفول والبيض والبطاطس والزيت، خوفاً من ارتفاع الأسعار: «بجيب 15 كيلو فول وطبقين بيض عشان الأسعار بتغلى، وبجهز الحاجة أنا والصنايعية اللى شغالين معايا»، مشيراً إلى أن عملهم فى رمضان يبدأ عقب أذان المغرب مباشرة حتى الفجر، وأحياناً يأتى له زبائن لتناول وجبة الإفطار لعدم قدرتهم المادية: «فيه ناس غلابة عايزة تفطر بـ10 جنيه، عشان كده بنعمل حسابهم وبنفتح بدرى، وبنكمل لحد الفجر لما الناس كلها تتسحر».

أطباق السحور في رمضان على العربات 

يختلف العمل فى رمضان عن الأيام العادية، من حيث الاهتمام بنوعية الأطباق المقدمة، وشكل المكان وقِدرة الفول، والأدوات وغيرها، وفقاً لـ«ربيع»: «المكان بيتحول لكرنفال، والعربية شكلها بيختلف والأنوار والزينة بتخلى المكان مليان بهجة، والناس بتيجى تقعد عكس الأيام العادية بياخدوا الفطار ويمشوا».

فيما يذهب إيهاب عيد، صاحب عربة فول، إلى محافظة كفر الشيخ لشراء طن فول بلدى، وتخزينه فى ثلاجة خاصة، لاستخدامه طوال شهر رمضان: «باقى الخامات بشتريها أولاً بأول عشان ممكن تبوظ فى المخزن»، مشيراً إلى أنهم يبدأون فى التجهيز من عصر أول يوم رمضان، وحتى فجر اليوم التالى: «وأحياناً بنكمل للصبح عشان فيه ناس بتيجى تفطر، سواء الناس الكبيرة اللى مبتقدرش تصوم أو إخواتنا المسيحيين».

يُزين «إيهاب» وزملاؤه الكراسى والترابيزات بمفارش الخيامية، ويشترى أدوات جديدة لاستقبال الشهر الكريم: «رمضان حاجة تانية، سحوره بيكون مميز وأصنافه لازم تبقى جديدة»، لافتاً إلى أنه موسم ينتظره من العام للعام، ويستعد له طاقم العمل بالكامل، لتوفير أفضل خدمة للزبائن: «السحور ده بيكون أهم وجبة، لأن الناس بتفضل عليها لحد المغرب، فلازم أقدم لهم أكل كويس يشبعهم».