| مسلسل ليالي الحلمية بعد 35 عاما من عرضه: محلات و«تكاتك» وقصور خبر كان

شرد بذهنه، وعاد بالزمن للوراء، حين كان ابن الـ8 سنوات يتجول داخل المنطقة الراقية برفقة شقيقته الكبرى، يتطلع لشكل القصور والشوارع الهادئة، التي تبدلت كثيراً عن ما كانت عليه حتى تسعينات القرن الماضي، حين دخل التجار وأصحاب الأموال لشراء الشقق، وهدموا القصور لبناء العمائر مكانها.

كيف تحولت صورة أماكن مسلسل ليالي الحلمية

«الحلمية زمان كانت بلد البشوات»، يقولها الحاج كمال إمام، من أقدم سكان منطقة الحلمية بالدرب الأحمر، التى كانت محورا لأحداث أحد أشهر مسلسلات الزمن الجميل «ليالى الحلمية»، من كتابة أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، والذى رسم للمشاهدين صورا عن «الحلمية» في أذهانهم، تختلف كثيراً عن الواقع الآن.

«كان فيه هنا قصر اسمه الفراق، اللى اتصور فيه جزء من المسلسل، بس اتهد واتبنى مكانه عمارة»، بحسب «الحاج كمال»، الذي لا يزال يتذكر أحداث العمل بجميع أجزائه، مؤكدا أنه كان يعكس الصورة الحقيقية للمنطقة وقت عرضه، فكانت تتسم بالرقي ومقصدا للبشوات: «الحلمية كانت حاجة تانية، كلها قصور خرافية، ومن المغرب ماتسمعش صوت في الشارع، لحد ما بدأت تختلف في التسعينات، وبدأ يدخلها أصحاب الأموال لأغراض ربحية».

حكايات شاهدة على ليالي الحلمية

تغيرت ملامح المنطقة كثيرا عن الماضى، أصبح يغلب عليها الطابع الشعبي، كما اختلف الأهالي أنفسهم فيما يتعلق بطباعهم وأسلوب حياتهم: «المسلسل كان بينقل صورة للصراع بين الريف والقاهرة، اتجسد في شخصية سليم البدري، اللي عايش فى الحلمية، وسليمان غانم، اللي جاي من الريف وبينافسه، وأخد سرايا زيه، وبدأ الصراع بينهم»، مشيرا إلى أن السيناريو الذي كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة كان يحاكي الواقع، ووثق ملامح وشكل الحلمية القديمة.

يحكي الرجل الستيني عن تلك المنطقة التي شهدت على سنوات عمره، وعن القصور التي عاصرها حتى تحولت إلى ركام، وتبقى منها عدد قليل لا يُذكر مثل قصر الفقراء، الذي يعيش فيه الورثة حتى الآن: «ده أقدم قصر هنا، والورثة محافظين عليه ورافضين يفرطوا فيه، ومعظم المباني القديمة تحولت لمحلات تجارية، واتحرمنا من عادات وتقاليد زمان الحلوة، ووشوش الناس الطيبة»، لافتا إلى أن المنطقة كانت خالية من الـ«تكاتك» طبعا، والسيارات كان مكانها الجراج وليس الشارع.