لم تهرب نسرين سمير، 33 عاما، من أرض المعركة رغم الظروف المريرة والحياة الصعبة وطريق الأشواك، فقد خلقت لنفسها حياة جديدة بدأت من الرصيف وانتهت بامتلاكها عدد من محلات أواني البورسلين، لتصبح مثلا يحتذى به في ظل مجتمع ذكوري حصر المرأة في أعمال البيت.
مرت «نسرين» مع زوجها بتحديات صعبة في حياتها تمثلت في تهديد مسارها عندما وصلت لمرحلة عدم قدرتها على دفع إيجار المنزل وفواتير المياه والكهرباء، لتعيش في ظلام مع أطفالها الثلاثة الذين حرموا من متعة الحياة باكرا، وتضيق الأيام بها يوما بعد يوم حتى وصلت لمرحلة بيع ملابسها مقابل 1000 جنيه، وفكرت في عمل مشروع صغير بهذا المبلغ فلم تكن يومية زوجها السائق تكفي لشراء الطعام، لذلك ذهبت إلى أسواق الروبابيكيا لتشتري أواني بورسلين متهالكة من الدرجة الثالثة لتبدأ أولى خطواتها، حسب حديثها لـ«»: «ظروفي كانت سيئة أوي مكنتش بدفع فواتير ولا إيجار الشقة كنت بقعد أنا وجوزي وعيالي من غير مية ونور، لحد ما اشتريت أطباق وكوبايات بورسلين متكسر وفيه عيوب».
مشروع «نسرين» بورسلين متنقل
بدأت «نسرين» مشروعها بمساندة زوجها ودعمه لها بالجلوس معها على الرصيف في الشوارع والأسواق لبيع أواني البورسلين، وبعد مرور عامين على هذا الوضع تفاقمت مشاكلهما مع التجار، وبسبب بعض الأمور اضطرا الثنائي للالتزام بالمنزل، ليعرضا بضاعتهما «أون لاين» خاصة بعد شراء أجود أنواع البورسلين، ولكن بسبب الطلب عليه من مختلف المحافظات قاما بتأجير سيارة ليسافرا بها إلى كل مكان في أنحاء الجمهورية، حسب كلام «نسرين»: «كنت بقعد في الشارع من الساعة 2 الظهر لحد الساعة 2 نص الليل، تعبت واتبهدلت لحد لما أجرت عربية أحط فيها البضاعة، وأروح بيها للزبون تحت بيته ينزل يتفرج ويشتري وزوجي كان معايا في كل خطوة».
«نسرين» مالكة لمحلات أواني البورسلين
حصدت «نسرين» نتيجة تعبها المتواصل فقد بدأت من الرصيف ثم سيارة متنقلة حتى أصبحت مالكة لعدد من محلات أواني البورسلين، حسب كلامها: «الحمد لله ربنا كرمني وبقي عندي فرعين».