يقف بين أصدقائه في منطقته بحلوان، يوزع معهم العصائر والتمر والماء على الصائمين وقت أذان المغرب، يتحرك أبانوب يني، بكل حماس نحو المارة، والابتسامة تزين وجهه، ليكون سببا في إفطار صائم، مشيرا إلى أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي داخل منطقته، والجميع يستعدون للشهر الكريم، صغارا وكبارا معا.
تفاصيل مشاركة «أبانوب» بالأجواء الرمضانية
يهتم الشاب العشرينى بطقوس الشهر الكريم، إذ يبدأ في الاستعداد لتعليق الزينة مع أصدقائه في الشارع، ثم يشارك في موائد الرحمن، ويتقاسم الإفطار مع أصدقائه: «باصوم معاهم مش أقل من أسبوع كل سنة كنوع من المشاركة».
يجتمع فى منزل أحد أصدقائه، لتقسيم الأدوار بينهم، فمنهم من يذهب لشراء العصائر والسكر وباقي الخامات التي يحتاجونها، وآخر يتوجه نحو محلات العطارة لشراء كمية كبيرة من البلح: «واللي معاه عربية بنخليه هو اللي يروح يجيب الحاجات، لأنها بتكون كمية كبيرة تكفي الشهر كله، وواحد تاني مهمته إنه يقسم البلح في أكياس، وكذلك العصير، وبنبدل الأدوار على حسب الموجود».
مهمة «أبانوب» القريبة إلى قلبه
يتفرّغ تماما في تلك الأوقات، خاصة وقت الأذان، ليتيح الفرصة لأصدقائه المسلمين للإفطار، ويتولى هو مهمة التوزيع على الصائمين: «بيكون فيه جيران لينا مسيحيين بيشاركوا برضه، مش أنا بس، وده أمر طبيعي بينا، كلنا بنتشارك في كل المناسبات».
يقول إن والدته تعد بعض الوجبات لتوزيعها على جيرانها المقربين وقت الإفطار، بينما يشارك والده فى أضحية عيد الأضحى مع بعض أصدقائه المسلمين لتوزيعها على الفقراء: «محدش يقدر يقول للخير لأ، وما دام فيها منفعة للناس عمرنا ما هنتأخر ومفيش فرق بينا، كلنا بنتعامل مع بعض بكل حب وود وبنحترم بعض جداً».
يشير «أبانوب» إلى أنه تعلم فن النجارة ويستعد حالياً لصنع فانوس رمضان بيده لتعليقه فى الشارع أو داخل منزله: «ده أول فانوس أصممه بإيدى ومبسوط بيه جداً».