يطل الوزير الأمين المستشار الدكتور العيسى من خلال شاشة mbc كل عصرية رمضانية، عبر برنامج (بالتي هي أحسن) فنتحلّق بما فينا من شغف للإصغاء لخطاب دعوي لا تعصّب فيه ولا انفعال ولا تشنج، ولا أدلجة ولا دعوة للشعارات الطارئة، بل ليّن القول، مصاحب للوجه البشوش، والقلب المشفق، والفؤاد الحاني على كل من يستمع ويشاهد والمحب للخير للمختلف والمخالف.
من يتابع البرنامج اليومي (بالتي هي أحسن) ستنبعث فيه أسئلة؛ نابعة عن دهشة، وإعجاب، فالمجتمعات الإسلامية والعربية والإنسانية، تتطلع منذ عقود لشخصية دعوية تلامس شغاف القلب، بالموعظة الحسنة، والطيّب من القول، والاستدلال على كل قول بنص مُحكم، واستعادة فقه المصالح، وتوظيف القواعد الفقهية، والبناء على صفاء وسمو الرسالة المحمدية الخالدة.
جمعتني مناسبات عدة، بمثقفين من تيارات مختلفة ومتباينة، الكل يسأل؛ من هو العيسى؟ وأين درس؟ وعلى يد من تتلمذ؟ ويأتي الرد إنه شخصية شرعية وطنية، تمثل النموذج الأمثل للمنهج الإسلامي الذي قامت وحافظت عليه المملكة العربية السعودية، وهو الأصل في ثقافتنا الدينية قبل أن تجتاحها جوائح الشياطين.
وليس مبالغةً أن نعترف أن الأمين العيسى ألّف بين قلوب أتباع الأديان، وهو يضع بين أيديهم المشتركات الإنسانية التي جاء به خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
يُعلي العيسى ويُرّقي من مكانة الخطاب الوعظي إثر أزمنة غلبت فيها على المنابر أصوات لا تنتمي لصحيح الدِّين، وإنما تخضع لأدلجات مشوهة لأعظم وأخلد ما نباهي به من سماحة الإسلام ورحمته وحبه وسلامته من الغش في القول والفعل.
لا ريب أن هذا الطرح الحضاري، من الشيخ العيسى، سيعيد الكثير من الأمور الجانحة إلى نصابها، وسيعزز من متانة الجذور الأولى للهدي المحمدي، وسيلجم الكثير من الجافين والغالين والمعتدين؛ بأدبه في نطقه وسمته ما يعيدنا جميعاً إلى فقه المراجعات لتنقية دواخلنا مما علِق بها من غثّ أصوات نُزعت منها الرحمة، وسيلتقي أتباع جميع الأديان على منهج عالم آتاه الله الحكمة، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.