| «أحمد» نقاش يبهر الجميع بصوته في تلاوة القرآن: كان نفسي أكمل تعليمي

أثناء عمله، يحرص دائما أحمد نجيب صاحب الـ23 عامًا، الذي يعمل نقاشا، على ترتيل آيات القرآن الكريم بصوت يطرب له آذان زملائه، ويروي القلوب العطشة لكلام الله التي تعكس الراحة والهدوء على المكان، إذ أصبح حرفي يشيد الجميع بحسن صنعته، بالإضافة لكونه أسطى نقاش فهو أيضًا أب لثلاث أخوات، وقارئ لكتاب الله بصوته العذب.

أحمد يصرف على أشقائه الثلاثة: نفسي يبقوا أحسن مني

يتحدث أحمد نجيب، لـ«» عن إعالة أسرته، فالشاب الذي يعيش في محافظة الإسكندرية، لديه 3 أخوة، يتولى تربيتهم ليتموا تعليمهم من ناحية: «عايزهم يبقوا احسن مني»، وفقا لقوله، وعلى الجانب الآخر يبذل مجهودًا كبيرًا في عمله، ويحاول أن يهون الوقت عليه بقراءة القرآن الكريم بصوته العذب: «بعمل كدا عشان أحفظ القرآن داخل قلبي ومنساهوش مع الزمن بسبب عدم قدرتي على إكمال تعليمي بسبب الظروف المادية».

تمكن أحمد من ختم القرآن الكريم وهو في الصف الخامس الابتدائي، إذ كان جده في هذا الوقت هو صاحب الفضل عليه، حينها تقدم إلى مسابقة تابعة للأزهر الشريف لحفظ كتاب الله، ونجح في إحراز المركز الأول في المسابقة، لكنه لم يكمل تعليمه، إذ خرج من المعهد الأزهري الذي كان يدرس فيه بعد الشهادة الإعدادية، والسبب في ذلك فاجعة حدثت له غيرت حياته.

وفاة والد «أحمد» قلبت حياته رأسا على عقب

كانت الفاجعة التي غيرت حياة «أحمد» هي وفاة والده، ليجد نفسه فجأة مسؤولا عليه أن يتحمل جزءًا ليس هينًا من المسؤولية ويساهم في مصروفات البيت، ليضطر إلى العمل في سن مبكرة كـ نقاش، لكنه مع ذلك يحاول قدر استطاعته عدم نسيان ما حفظه من كتاب الله: «ببدأ الشغل دايما وأنا بقرا سور قرآنية عشان منساش كتاب الله اللي حفظته».

في الماضي، كان يتمنى «أحمد» أن يكمل تعليمه الأزهري، لكن الفرصة لم تسمح له، حينما وجد نفسه مسؤولًا عن  أخوته الثلاثة، أحدهم في الثانوية العامة وآخر بالإعدادي والأخير بالمرحلة الابتدائية، ليتولى بشكل كامل مصاريفهم وإعالتهم، ورغم ذلك فهو لديه قدر كبير من الرضا بما كتبه الله له، ويجد متعة الحياة في عمله وترتيله للقرآن الكريم.