| «عليوة» يجمع تبرعات لعلاجه من الشلل الرباعي.. «تعبت من ذل المرض»

تسع سنوات عاجزا عن الحركة، ملازما الفراش ويستعين بأشقائه في قضاء أبسط احتياجه، ومحمد عليوة قلبه معلق بالأمل يتداوى به ويمنحه لغيره ويردد دائما «ارض بحالك يحلي لك» مسلما لقدره غير مستسلم للشلل الرباعي الذي حدث له بسبب قفزة خطأ في البحر، لم يترك طبيبا إلا وطرق بابه وشد الرحال إليه من بورسعيد إلى أماكن عدة أملاً في الشفاء والعودة مرة أخرى للوقوف على قدميه، رغم صعوبة العلاج وانخفاض نسب نجاح مثل هذه العمليات فضلاً عن تكلفتها الباهظة.

الشاب خسر عمله وفقد خطيبته وأصبح حبيس السرير

فقد «عليوة» البالغ من العمر 35 عاما، عالمه الواقعي باستثناء الأسرة وخسر شغله وخطيبته، ولم يبق أمامه سوى هاتفه يضعه فوق صدره ويكتب عليه بلسانه إذا لا تقوى يديه على حمله، يرى فيه عالم افتراضي يموج بأشخاص من شتى أنحاء العالم ويتابع الحالات المشابهة له، فاكتشف بالصدفة أن عدة دول توصلت إلى علاج لمرضه باستخدام بجهاز تحفيز الحبل الشوكي «الأشعة فوق الجافية» المكون من بطارية وشريحة دخل الجسم لنقل الإشارات من الجسم للمخ، واكتمل الجزء الأكبر من حلمه حينما علم أن جامعة عين شمس وقعت بروتوكولاً لإدخاله مصر بالخبرة الأمريكية وأرسلت أطباء للخارج للتدريب عليه.

«عليوة»: العملية تكلفتها مليون ونصف المليون

يريد «عليوة» الاعتماد على نفسه وحالته تسوء، إذ تكلفة العلاج التي تتجاوز مليون ونصف جنيه تحبطه إذا لا تملك الأسرة التي أنفقت كل ما لديها على علاجه منذ بداية مرضه هذا المبلغ:«أنا تعبت من ذل المرض واللي حواليا تعبوا وماحيلتناش حاجة من الفلوس دي وآن الأوان اعتمد على نفسي».. ففكر في حل للحصول على هذا المبلغ عن طريق التبرعات، وفتح حساب في البنوك بإشراف رسمي من وزارة التضامن وجهات أخرى، مضيفا «كتبت على صفحتي عشان أجمع المبلغ وأهل الخير قالوا لي على التبرعات الرسمية فعملتها».

وزارة التضامن تشرف على التبرعات والصرف بحساب ومراجعة

قدمت الأسرة تقارير طبية لحالة «عليوة» المرضية وفتحت له وزارة التضامن حساب في بنك مصر يحمل رقم 4190333000040499، ويخضع لإشرافها إذ تقوم بمراجعة المبلغ الذى تم سحبه والأدوية والعلاج «بتحاسبني بأوراق رسمية بالفلوس»، موضحاً أنه جمع 179 ألف جنيه خلال شهر ونصف، وينتظر إتمام المبلغ، ويناشد رجال الأعمال والجمعيات الخيرية مساعدته «ربنا لسه مأذنش المبلغ يكمل.. كلمت طوب الأرض يتبرع، ولو فيه حد يتكفل بالعملية والعلاج يبقا جزاه الله كل خير»، موضحا أنه في حالة اكتمال المبلغ واستمرار التبرعات فإنها ستؤول للوزارة.