قال عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، إن الهجمات الفلسطينية الأخيرة في بئر السبع والخضيرة وبني براك والتي أدت لمقتل 11 إسرائيليًا في غضون أيام، وتوصف بأنها “هجمات قاتلة”، لا يمكن تحديدها أو اعتبارها أنها جزء من “انتفاضة شعبية” كما جرى في الانتفاضات السابقة.
وبحسب هرئيل في مقال تحليلي له بالصحيفة، فإنه هناك احتمالًا لإمكانية تنفيذ هجمات تقليدية بسبب نجاح هذه الهجمات، إلا أنه لا يمكن تحديدها بأي حال من الأحوال على أنها قد تؤدي إلى “تسونامي من الهجمات” كما حدث في انتفاضات سابقة.
وقال: “الفلسطينيون في الضفة لا يخرجون إلى الشوارع بأعداد كبيرة لمواجهة قوات الأمن الإسرائيلية، وفي الوقت الحالي، هذه الموجة من الهجمات الإرهابية ليست انتفاضة شعبية، لكنها إرهاب فردي، ولم يكن خلفها أي بيئة تنظيمية”. وفق وصفه.
وأشار إلى أن حماس تشجع إلى جانب فصائل أخرى على إشعال الأوضاع، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على أنها قررت تسخير نشطائها للمشاركة بقوة في هذه الموجة، مشيرًا إلى أن أذرع المخابرات الإسرائيلية تدرك أن قيادة حركة حماس خاصة في غزة مترددة حيال الأحداث، وأنها اختارت ضبط النفس التام رغم محاولات تشجيعها على إشعال الأوضاع بالضفة، إلا أنها تمتنع عن أي احتكاك عسكري من غزة، ولذلك نظمت مسيرة يوم الأرض في ميناء غزة غربًا بعيدًا عن الحدود الشرقية مع “إسرائيل”، وأنها حرصت على منع أي فعاليات أو شبان فلسطينيين من الاقتراب من الحدود.
وبحسب تقديرات المخابرات الإسرائيلية، فإن حماس لن تقرر التصرف أو التدخل، إلا في حال حددت فرصًا واضحة للنجاح، وعلى الرغم من أن حركة الجهاد الإسلامي لديها حساب مفتوح مع إسرائيل بسبب تصفية نشطائها في جنين، إلا أنه يبدو تنسق حاليًا مع حماس وتمتنع عن إطلاق الصواريخ من غزة ردًا على ذلك. كما جاء في تقريره.
وأشار هرئيل في تقريره، إلى جهود أجهزة الأمن الإسرائيلية والمستوى العسكري والسياسي في إحباط أي هجمات جديدة من خلال اعتقال مناصري “داعش” في الداخل المحتل بعد تنفيذ عمليتي بئر السبع والخضيرة من مؤيدين للتنظيم، وكذلك عملياته في الضفة ضد المجموعات المسلحة من جنين وغيرها التابعة للجهاد الإسلامي والذين يحاولون تنفيذ هجمات، ونشر قوات الجيش على خط التماس، وفي مناطق الضفة لتنفيذ عمليات وقائية.
ولفت إلى أن العمليات الأخيرة داخل الخط الأخضر، فاجأت المخابرات الإسرائيلية وقوضت شعور الجمهور بالأمن، قائلًا “يبدو أن الإجراءات الأمنية التي تم تنفيذها قد توفر الرد الصحيح على أي تهديد جديد، لكنها لن تضمن بشكل محكم منع أي هجمات أخرى”، مؤكدًا على ضرورة الصحوة لدى أجهزة الأمن لمنع تكرار ما جرى.
القدس