02:08 ص
الخميس 07 أبريل 2022
كتب- محمد مهدي:
وسط زحام طريق الدائري انتبه المصور محمد هشام إلى أسرة تستقل دراجة بخارية، مسه احساس بالسعادة بينما يرى الزوجة تضع مجموعة من الأوراق فوق رأس حبيبها لحمايته من أشعة الشمس الحارقة فيما كان الأب يحتضن طفله الصغير “شدني للصورة إنها طبيعية مش مصطنعة، واحساسي إنها بتضلل على جوزها وإن هو بيضلل على العيلة كلها” يقولها هشام في حديثه ل عن كواليس الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
حاول هشام منذ الوهلة الأولى التقاط صورة لتلك العائلة “كنا في صراع مع الزحمة وفيه حادثة” ابتعدوا عنه قليلا، لم يتمكن من الحصول على اللقطة المدهشة “لكن فجأة الطريق مشي، ولقتهم قدامي” لم يتردد كثيرا، رفع هاتفه ونجح في تخليد المشهد البديع “وفكرت في إن ربنا أراد أتعطل ساعة عن مشواري اللي كنت رايحه عشان أقابل الأسرة في نفس لحظة الصورة” .
دون توقعات كبيرة قام المصور الأربعيني بنشر الصورة على صفحاته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستجرام مُزينة بتعليق من القرآن الكريم “و لتسكنوا إليها” أغلق هاتفه وانشغل في الإفطار وتفاصيل حياته الاعتيادية وبعد ساعات عاد إلى “السوشيال ميديا” من جديد ليجد آلاف التعليقات والمشاركات حول الصورة مع دعوات هائلة لتلك الأسرة وإبداء الإعجاب بالموقف النبيل للسيدة مع زوجها خاص مع ارتفاع درجات الحرارة.
“بدأت صفحات كبيرة تأخد الصورة وتنشرها وتكتب عيها أبيات شعر ومعاني جميلة جدا، حسيت إن المعنى اللي شوفته وانا بصورها وصلل للناس كلها” كان هشام يتابع باهتمام ردود الفعل حول عمله الفني العفوي “أنا نزلي صفحات أولى في جرايد مهمة ومش بهتم باللايكات والشير لكن الصورة دي كنت سعيد بانتشارها” ثم تلقى رسالة من أحد أصدقاء بطل الصورة “اسمه كريم، وتواصلنا مع بعض، وقررت أعمله مفاجأة” والتي تمت داخل موقع “” في لقائهما الأول.
عودة إلى لحظة التقاط الصورة، كان كريم رفاعي قد غادر عمله في أحد المحال الشهيرة من أجل اصطحاب زوجته إلى المستشفى بعد شعوره بوعكة صحية شديدة “دا مش طريقي المعتاد، مشيت فيه عشان أودي مراتي المستشفى” الجو حار بشدة، حاول تخفيف وطأة الأمر على الابن بوضعه قناع على وجهه بينما يستقل هو الدراجة البخارية “وهي لما لقتني تعبان حطت دويسة الأشعة بتاعها على رأسي طول الطريق” لم يشعر أحد منهم بمرور المصور الأربعيني بجانبهم.
في المساء فوجيء كريم باتصالات هاتفية عديد من معارف وأصدقاء “كلموني بيقولولي إنت بقيت ترند، وصورتك منتشرة في كل حتة” حينما دلف إلى مواقع التواصل الاجتماعي وشاهد الصورة تأثر بشدة “الصورة بتعبر عن شيء جميل، حياة أسرة صغيرة بس مفيش في حياتهم غير بعض” كانت الزوجة سعيدة للغاية بانتهاء يوم موجع بتلك الفرحة.
“أ. هشام خلانا اليوم دا فرحانين بطريقة صعب أوصفها، بقينا نقول معقول كل دعوات الناس دي لينا في رمضان، أنا عملت إيه لربنا عشان الكلام الجميل دا” على الفور حاول الوصول إلى المصور بكل الطرق حتى جرى ترتيب مقابلة تمت داخل موقع “” تبادل الحديث الطيب بينهما وتفاصيل الصورة قبل أن يقوم هشام بإهداء كريم الصورة مطبوعة “عشان تفضل ذكرى بينا حلوة” ليشكره الشاب العشريني بينما ارتسمت على وجهه علامات الفرحة.