ماذا يغيّر قرار تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن؟


03:57 م


الخميس 07 أبريل 2022

صنعاء- (أ ف ب):

ويسسلّم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، في مسعى لتوحيد الصفوف في المعسكر الذي يقاتل المتمردين الحوثيين في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.

وجاءت الخطوة في وقت يشهد اليمن هدنة بين المتمردين والحكومة، أفرزت آمالا بأن تؤدّي إلى مفاوضات تنهي النزاع الذي تسبّب بحسب الامم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

في الآتي أسئلة وأجوبة حول أهمية هذه الخطوة وتأثيرها على مستقبل الصراع في اليمن وأبرز أعضاء المجلس الرئاسي.

هل هذه بداية عهد سياسي جديد؟

فشل هادي في فرض سلطته على اليمن الذي يمر بأزمات متعاقبة، منذ انتخابه عام 2012 وحتى تسليمه السلطة للمجلس الرئاسي.

ولطالما اتّهمه خصومه السياسيون بالفساد، فيما يرى خبراء أنّ وجوده على رأس هرم الحكم كان عثرة أمام وحدة المعسكر المعادي للحوثيين.

ويقول مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي لوكالة فرانس برس إن ولادة المجلس تمثّل “نهاية عهد هادي”، مشيرا إلى أنّ ما حدث “يقطع العلاقة مع الطريقة التي تمّت بها إدارة اليمن خلال عهد هادي” والتي شابتها خلافات المعسكر الواحد.

وسيتسلّم المجلس الرئاسي إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا، وسيقوم بـ”تيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها”.

وترى الباحثة في جامعة أكسفورد اليزابيث كيندال أنّ “حكومة هادي كانت ضعيفة وغير كفوءة”، موضحة “كان هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن مناهضة الحوثيين تعني موالاة الحكومة. لم يحدث ذلك في عهد هادي”.

ممن يتألف المجلس؟

يترأس المجلس الرئاسي وزير الداخلية السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي، ويضم سبعة أعضاء بالإضافة إليه، هم أربعة من شمال اليمن وأربعة من الجنوب. وكان جنوب اليمن دولة منفصلة قبل الوحدة في 1990.

ويضم المجلس الجديد رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، أكثر القوى الجنوبية نفوذا والمنادي بالانفصال عيدروس الزبيدي المقرب من الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية.

كما يضم طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح الذي اغتاله الحوثيون في 2017، ومحافظ مأرب سلطان العرادة المحافظة الشمالية التي يحاول المتمردون منذ أكثر من عام التقدم نحو مركزها.

ويقول كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث “نافانتي غروب” الأمريكية محمّد الباشا لفرانس برس إن “الأعضاء الثمانية لديهم خلفية عسكرية وأمنية. وقام معظمهم بخوض قتال مباشر مع الحوثيين”.

لكن الخلفيات السياسية غير المتجانسة قد تشكل عائقا أمام عمل المجلس.

وتقول كيندال “لا شك بأنه سيكون من الصعب على هذا المجلس العمل معا، نظرا لخلفياتهم المختلفة. ولكن إذا أراد اليمن التماسك معا كدولة موحدة، فلا بديل لهيئة حكم تتقاسم السلطة بين جماعات سياسية مختلفة وحتى متضاربة في بعض الأحيان”.

ماذا عن عملية السلام؟

جاء الإعلان في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب المتمردين الحوثيين الذين رفضوا إجراء حوار في السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن دعما للسلطة منذ 2015.

وأكد هادي في بيان متلفز أن المجلس الجديد مكلّف بـ”التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي”.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من المتمردين الحوثيين.

وبحسب الباشا، فإنّ تشكيلة المجلس “مؤشر واضح على أنه إما المفاوضات، أو سيتحول هذا إلى مجلس حربي سيقاتل الحوثيين”.

وترى كيندال أنه في ظل سلطة هذا المجلس “قد يكون الحوثيون منفتحين أكثر على عملية سياسية خاصة إذا ضعف موقفهم. الكثير سيتوقف على نجاح المجلس الجديد في حشد الدعم على الأرض واستعداده لتقديم تنازلات”.