سورة الواقعة من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها 96 آية، ترتيبها السادسة والخمسون في المصحف الشريف،
وقد نزلت بعد سورة طه، وفي هذا المقال سوف نعرض لكم سورة الواقعة كاملة مكتوبة، وتفسير الآيات
للإمام السعدي.
سورة الواقعة
إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ
إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا
وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ
وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ
وَقَلِيلٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ مُّتَّكِِٔينَ عَلَيۡهَا مُتَقَٰبِلِينَ يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ
وَحُورٌ عِينٞ كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا تَأۡثِيمًا إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا
وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ وَمَآءٖ مَّسۡكُوبٖ وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا عُرُبًا أَتۡرَابٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ فِي سَمُومٖ وَحَمِيمٖ وَظِلّٖ مِّن يَحۡمُومٖ لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُتۡرَفِينَ
وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلۡحِنثِ ٱلۡعَظِيمِ وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ
ثُمَّ إِنَّكُمۡ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ لَأٓكِلُونَ مِن شَجَرٖ مِّن زَقُّومٖ
فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ فَشَٰرِبُونَ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡحَمِيمِ فَشَٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ
هَٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ نَحۡنُ خَلَقۡنَٰكُمۡ فَلَوۡلَا تُصَدِّقُونَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ
ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّٰرِعُونَ
لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ
أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ
لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشُِٔونَ نَحۡنُ جَعَلۡنَٰهَا تَذۡكِرَةٗ وَمَتَٰعٗا لِّلۡمُقۡوِينَ
فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ۞فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ
وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ
لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ فَنُزُلٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَتَصۡلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلۡيَقِينِ فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ
تفسير سورة الواقعة للإمام السعدي
- ” إذا وقعت الواقعة ”
إذا قامت القيامة. - ” ليس لوقعتها كاذبة ”
ليس لقيامها أحد يكذب به, - ” خافضة رافعة ”
هي خافضة لأعداء الله في النار، رافعة لأوليائه في الجنة. - ” إذا رجت الأرض رجا ”
إذا حركت الأرض تحريكا شديدا, - ” وبست الجبال بسا ”
وفتتت الجبال تفتيتا دقيقا, - ” فكانت هباء منبثا ”
فصارت غبارا متطايرا في الجو قد ذرته الريح. - ” وكنتم أزواجا ثلاثة ”
وكنتم- أيها الخلق- أصنافا ثلاثة: - ” فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ”
فأصحاب اليمين, أهل المنزلة العالية, ما أعظم مكانتهم !! - ” وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ”
وأصحاب الشمال, أهل المنزلة الدنيئة, ما أسوأ حالهم !! - ” والسابقون السابقون ”
والسابقون إلى الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى الدرجات في الآخرة - ” أولئك المقربون ”
أولئك هم المقربون عند الله, - ” في جنات النعيم ”
يدخلهم ربهم في جنات النعيم. - ” ثلة من الأولين ”
يدخلها جماعة كثيرة من صدر هذه الأمة, وغيرهم من الأمم الأخرى. - ” وقليل من الآخرين ”
وقليل من أخر هذه الأمة - ” على سرر موضونة ”
على سرر منسوجة بالذهب. - ” متكئين عليها متقابلين ”
متكئين عليها يقابل بعضهم بعضا. - ” يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ”
يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لا يهرمون ولا يموتون. - ” بأكواب وأباريق وكأس من معين ”
بأقدار وأباريق وكأس من عين خمر جارية في الجنة, - ” لا يصدعون عنها ولا ينزفون ”
لا تصدع منها رؤسهم, ولا تذهب بعقولهم. - ” وفاكهة مما يتخيرون ”
ويطوف عليهم الغلمان بما يتخيرون من الفواكه, - ” ولحم طير مما يشتهون ”
وبلحم طير مما ترغب فيه نفوسهم. - ” وحور عين ”
ولهم نساء ذوات عيون واسعة, - ” كأمثال اللؤلؤ المكنون ”
كأمثال اللؤلؤ المصون في أصدافه صفاء وجمالا. - ” جزاء بما كانوا يعملون ”
جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات في الدنيا. - ” لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ”
لا يسمعون في الجنة باطلا ولا ما يتأثمون بسماعه, - ” إلا قيلا سلاما سلاما ”
إلا قولا سالما من هذه العيوب, وتسليم بعضهم على بعض. - ” وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ”
وأصحاب اليمين, ما أعظم مكانتهم - ” في سدر مخضود ”
وجزاءهم هم في سدر لا شوك فيه, - ” وطلح منضود ”
وموز متراكب بعضه على بعض, - ” وظل ممدود ”
وظل دائم لا يزول, - ” وماء مسكوب ”
وماء جار لا ينقطع, - ” وفاكهة كثيرة ”
وفاكهة كثيرة لا تنفد - ” لا مقطوعة ولا ممنوعة ”
ولا تنقطع عنهم, ولا يمنعهم منها مانع, - ” وفرش مرفوعة ”
وفرش مرفوعة على السرر. - ” إنا أنشأناهن إنشاء ”
إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا, نشأة كاملة لا تقبل الفناء, - ” فجعلناهن أبكارا ”
فجعلناهن أبكارا, صغارهن وكبارهن, - ” عربا أترابا ”
متحببات إلى أزواجهن, في سن واحدة, - ” لأصحاب اليمين ”
خلقناهن لأصحاب اليمين. - ” ثلة من الأولين ”
وهم جماعة كثيرة من الأولين, - ” وثلة من الآخرين ”
وجماعة كثيرة من الآخرين. - ” وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ”
وأصحاب الشمال ما أسوأ حالهم جزاءهم !! - ” في سموم وحميم ”
في ريح حارة من حر نار جهنم تأخذ بأنفاسهم, وماء حار يغلي, - ” وظل من يحموم ”
وظل من دخان شديد السواد, - ” لا بارد ولا كريم ”
لا بارد المنزل, ولا كريم المنظر. - ” إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ”
إنهم كانوا في الدنيا متنعمين بالحرام, معرضين عما جاءهم به الرسل. - ” وكانوا يصرون على الحنث العظيم ”
وكانوا يقيمون على الكفر بالله والإشراك به ومعصية, ولا ينوون التوبة من ذلك. - ” وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ”
وكأنما يقولون إنكارا للبعث: أنبعث إذا متنا وصرنا ترابا عظاما بالية؟
وهذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له. - ” أوآباؤنا الأولون ”
أنبعث نحن وآبناؤنا الأقدمون الذين صاروا ترابا, قد تفرق في الأرض؟ - ” قل إن الأولين والآخرين ”
قل لهم- يا محمد-: إن الأولين والآخرين من بني آدم - ” لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ”
سيجمعون في يوم مؤقت بوقت محدد, هو يوم القيامة- - ” ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ”
ثم إنكم أيها الضالون عن طريق الهدى المكذبون بوعيد الله ووعده, - ” لآكلون من شجر من زقوم ”
لآكلون من شجر من زقوم, وهو من أقبح الشجر, - ” فمالئون منها البطون ”
فمالئون منها بطونكم ; لشدة الجوع, - ” فشاربون عليه من الحميم ”
فشاربون عليه ماء متناهيا في الحرارة لا يروي ظمأ, - ” فشاربون شرب الهيم ”
فشاربون منه بكثرة, كشرب الإبل العطاشى التي لا تروى لداء يصيبها. - ” هذا نزلهم يوم الدين ”
هذا الذي يلقونه من العذاب هو ما أعد لهم من الزاد يوم القيامة.
وفي هذا توبيخ لهم وتهكم بهم. - ” نحن خلقناكم فلولا تصدقون ”
نحن خلقناكم- أيها الناس- ولم تكونوا شيئا, فهلا تصدقون بالبعث. - ” أفرأيتم ما تمنون ”
أفرأيتم النطف التي تقذفونها في أرحام نسائكم, - ” أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ”
هل أنتم تخلقون ذلك بشرا أم نحن الخالقون؟ - ” نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ”
نحن قدرنا بينكم الموت, وما نحن بمعجزين - ” على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون ”
عن أن نغير خلقكم يوم القيامة, وننشئكم فيما لا تعلمونه من الصفات والأحوال. - ” ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ”
ولقد علمتم أن الله أنشأكم النشأة الأولى ولم تكونوا شيئا،
فهلا تذكرون قدرة الله على إنشائكم مرة أخرى. - ” أفرأيتم ما تحرثون ”
أفرأيتم الحرث الذي تحرثونه - ” أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ”
هل أنتم تنبتونه في الأرض؟ بل نحن نقر قراره وننبته في الأرض. - ” لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون ”
لو نشاء لجعلنا ذلك الزرع هشيما, لا ينتفع به في مطعم،
فأصبحتم تحجبون مما نزل بزرعكم, - ” إنا لمغرمون ”
وتقولون، إنا لخاسرون معذبون. - ” بل نحن محرومون ”
بل نحن محرومون من الرزق. - ” أفرأيتم الماء الذي تشربون ”
أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحيوا به, - ” أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ”
أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض, أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم؟ - ” لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ”
لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة, لا ينتفع به في شرب ولا زرع،
فهلا تشكرون كلكم على إنزال الماء العذب لنفعكم. - ” أفرأيتم النار التي تورون ”
أفرايتم النار التي توقدون. - ” أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ”
أأنتم أوجدتم شجرتها التي تقدح منها النار، أم نحن الموجدون لها؟ - ” نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ”
نحن جعلنا ناركم التي توقدون تذكيرا لكم بنار جهنم ومنفعة للمسافرين. - ” فسبح باسم ربك العظيم ”
فنزه- يا محمد- ربك العظيم كامل الأسماء والصفات، كثير الإحسان والخيرات. - ” فلا أقسم بمواقع النجوم ”
أقسم الله تعالى بمساقط النجوم في مغاربها في السماء. - ” وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ”
إنه لقسم لو تعلمون قدره عظيم. - ” إنه لقرآن كريم ”
إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لقرآن عظيم المنافع، كثير الخير، غزير العلم. - ” في كتاب مكنون ”
في كتاب مستير عن أعين الخلق, وهو اللوح المحفوظ. - ” لا يمسه إلا المطهرون ”
لا يمس القرآن إلا الملائكة الكرام الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب،
ولا يمسه أيضا إلا المتطهرون من الشرك والجنابة والحدث. - ” تنزيل من رب العالمين ”
وهذا القرآن الكريم منزل من رب العالمين، فهو الحق الذي لا مرية فيه. - ” أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ”
أفبهذا القرآن أنتم -أيها المشركون- مكذبون؟ - ” وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ”
وتجعلون شكركم لنعم الله عليكم أنكم تكذبون بها وتكفرون؟
وفي هذا إنكار على من يتهاون بأمر القرآن ولا يبالي بدعوته. - ” فلولا إذا بلغت الحلقوم ”
فهل تستطيعون إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع. - ” وأنتم حينئذ تنظرون ”
وأنتم حضور تنظرون إليه, أن تمسكوا روحه في جسده؟ لن تستطيعوا ذلك. - ” ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ”
ونحن أقرب إليه منكم بملائكتنا, ولكنكم لا ترونهم. - ” فلولا إن كنتم غير مدينين ”
وهل تستطيعون إن كنتم غير محاسبين ولا مجزيين بأعمالكم. - ” ترجعونها إن كنتم صادقين ”
أن تعيدوا الروح إلى الجسد, إن كنتم صادقين؟ لن ترجعوها - ” فأما إن كان من المقربين ”
فأما إن كان الميت من السابقين المقربين. - ” فروح وريحان وجنة نعيم ”
فله عند موته الرحمة الواسعة والفرح وما تطيب به نفسه، وله جنه النعيم في الآخرة. - ” وأما إن كان من أصحاب اليمين ”
وأما إن كان الميت من أصحاب اليمين, - ” فسلام لك من أصحاب اليمين ”
فيقال له: سلامة لك وأمن; لكونك من أصحاب اليمين. - ” وأما إن كان من المكذبين الضالين ”
وأما إن كان الميت من المكذبين بالبعث, الضالين عن الهدى. - ” فنزل من حميم ”
فله ضيافة من شراب جهنم المغلي المتناهي الحرارة. - ” وتصلية جحيم ”
والنار يحرق بها, ويقاسي عذابها الشديد. - ” إن هذا لهو حق اليقين ”
إن هذا الذي قصصناه عليك- يا محمد- لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه. - ” فسبح باسم ربك العظيم ”
فسبح باسم ربك العظيم, ونزهه عما يقول الظالمون والجاحدون، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وفي ختام مقالنا اليوم، نتمني أن نكون قد قدمنا لك عزيزي القارئ، كل ما كنت تبحث عنه.