ودعا ثلاثة مرشحين يساريين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى، هم المدافع عن البيئة يانيك جادو (أقل من 5% من الأصوات) والشيوعي فابيان روسيل (2 إلى 3%) والاشتراكية آن إيدالغو (أقل من 2%)، فضلا عن مرشحة اليمين فاليري بيكريس، ناخبيهم للتصويت لصالح ماكرون.
ويتعين على ماكرون ولوبان حشد الناخبين في وقت ظهرت نسبة امتناع كبيرة بلغت 25.14% في الدورة الأولى مع انهيار تام للحزبين الرئيسيين اللذين سجلا أسوأ نتيجة في تاريخهما.
ويضع المتأهلان في الجولة الثانية نصب أعينهما استمالة ناخبي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الذي حل ثالثا بـ 22% من الأصوات بفارق بسيط عن لوبان، وبات يظهر في موقع الحكم.
وشدد ميلانشون زعيم «فرنسا المتمردة» على ضرورة عدم تغيير أي صوت لليمين المتطرف من دون أن يدعو صراحة إلى التصويت لصالح ماكرون.
وأضاف المسؤول الثاني في حركته أدريان كانتينز أن المسؤولية الكاملة لما سيحصل في الدورة الثانية تقع على عاتق الطرف الرئيسي فيها إيمانويل ماكرون. وعلى الورق تتمتع لوبان باحتياطي من الأصوات أقل بشكل ملحوظ من ماكرون، فيمكنها الاعتماد على دعم مرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور الذي حصل على 7% تقريبا من الأصوات. أما المرشح السيادي نيكولا دوبون إينيان الذي حصل على 2% من الأصوات، فدعا إلى التصويت لمارين لوبان. وتشكل المناظرة التلفزيونية محطة حاسمة في حملة الدورة الثانية التي تستمر أسبوعين.
يذكر أنه في عام 2017، كانت المناظرة كارثية للوبان التي ظهرت متوترة وغير ملمة بالملفات ما ساهم في هزيمتها أمام ماكرون. لكن هذه السنة تبدو أفضل استعدادا، فقد خاضت حملة ركزت خلالها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الرئيسي للناخبين، في حين أن ماكرون انشغل بالحرب في أوكرانيا، ولم يشارك كثيرا في حملة الدورة الأولى.
وفوز لوبان سيخلف تداعيات دولية نظرا لمواقفها المعادية للتكامل الأوروبي ورغبتها في سحب فرنسا من القيادة المتكاملة لحلف الناتو.كما يمثل فوزها سابقة مزدوجة، فلم يسبق أن تولت امرأة الرئاسة الفرنسية، فضلا عن أن اليمين المتطرف لم يحكم فرنسا من قبل.