بسطات رمضانية
تجولت الوطن ووقفت على البسطات الرمضانية وألعاب الأطفال الشعبية التي تنتشر في عدد من الأحياء بجازان ووثقتها، والتي تبدأ طقوسها عادة من بعد صلاة التراويح، وتجذبك هتافات وأهازيج يطلقها الشباب والأطفال المتواجدون في هذه الميادين التي تحولت إلى ساحات لكسب الرزق وملاعب تنافسية شعبية داخل الأحياء.
تنافس الشباب
ويتنافس العديد من الشباب في بيع وتقديم المأكولات الشعبية في شهر رمضان من خلال هذه البسطات في مشهد يتعايش مع روحانيات الشهر الفضيل، التي تجد إقبالاً من البعض من المواطنين والمقيمين في شوارع وأحياء المنطقة، وقال ابراهيم براق لـ«الوطن» صاحب بسطة لبيع المقليات والبطاطس والعصيرات في حارة الميدان: «ينتظر بعض الشباب شهر رمضان بفارغ الصبر، لممارسة أي نشاط تجاري يعود عليهم بربح مادي، ويفضل الكثيرون منهم عمل بسطات في الأحياء»، وأضاف «أمارس بيع البطاطس خلال رمضان في هذا المكان منذ انتقالي من بحرة، وأبدأ بالتحضير لها بشراء جميع احتياجات البسطة، وأقوم بإعداد البطاطس وتقشيرها وتنظيفها في البيت، بحيث يتبقى علي قليها وتقديمها للزبائن»، مؤكداً أن العمل في البسطة أثناء شهر الصوم له مذاق خاص ونكهة رمضانية مختلفة عن بقية الشهور.
المصابيح والزينات
وبالقرب من هذه البسطات وتحت أضواء المصابيح والزينات يمارس العديد من الشباب والأطفال نشاطات مختلفة شعبية وحديثة، كتحديات الفرفيرة والضومنة وقيادة الدراجات الهوائية، حيث يقول نايف دلح: يبدأ تجمع الكثير من شباب وأطفال الحي من بعد صلاة التراويح تحت هذه المصابيح والزينات التي قمنا بعملها بجهودنا الذاتية، وتبدأ المنافسات والنشاطات المختلفة الليلية حتى الساعة الثانية من بعد منتصف الليل، وهكذا هي عاداتنا في شهرنا الكريم.
وتبرز منافسات الضومنة الليلية حاضرة بحي الميدان وحماسها المعتاد في رمضان، والتي استهوت الشباب وأغلبهم من جيل الآيباد، فتراهم يتحلقون حولها بين لاعب ومشجع، وسط نصائح من هنا وهناك لتحريك قطعها البيضاء رغبة في الفوز، ويتجمعون من بعد صلاة التراويح في أزقة الأحياء لمزاولتها، ويضعون اللعبة على لوح خشبي مستو، وتتعالى أصوات طرق قطع الضومنة العالية على اللوح الخشبي وسط الانفعالات أثناء اللعب، فلابد فيها من فائز وخاسر.
تحديات الفرفيرة
وفي مكان آخر وحي من أحياء الشقيق تخطف تحديات الفرفيرة اهتمامات الشباب والأطفال في ليالي رمضان، وتشد انتباهك الهتافات التي يطلقها بعض الشباب حول طاولة لعبة الفرفيرة وهم منفعلون لتعلو أصواتهم حماسة، والتي لا يحلو لها طعم ولا يفضل لعبها ورؤيتها إلا في ليالي رمضان، وينصبها أصحاب البسطات لتكون وسيلة جذب إضافية، بحيث يدفع الخاسر قيمة اللعب فيها، ويتزايد الطلب عليها في المحال التي تبدأ في عرض أنواع عدة من الطاولات وبصناعات مختلفة كبيرة منها ومتوسطة الحجم، فهي صانعة البهجة والسرور للأطفال والشباب في ليالي رمضان. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تعددت المناشط بقيادة الدراجات الهوائية داخل شوارع وأزقات الأحياء، والتي تعد متعة طفولية اعتادوا عليها، ولعب الورق البلوت وغيرها من الأمور التي يكون لها طابع خاص في رمضان.