حمزة السيسي.. «طبيب الغلابة» الذي لا يعترف بالمواعيد

مسيرة العظماء زادها البساطة، وحاديها إسعاد الناس، وغايتها محبة الله، كون أحب الناس عند الله أنفعهم لخلقه، والدكتور حمزة السيسي نهر عطاء مبذول في كل آن ولكل إنسان، هاتفه متاح، واستشاراته مجانية، وهاجسه تقديم مساعدات يومية من خلال مهنته الطبية استشارياً للمسالك البولية ورئيساً للهيئة الطبية السابق في المدينة المنورة، وإنسانياً عبر عطاء بحس عاطفي يحلّق بمشاعر وابتهالات عارفيه ومحبيه لعنان السماء.

عشق السيسي طيبة الطيبة وأهلها، واعتنى بالصغار والكبار ممن لا معين لهم فأطلقوا عليه (طبيب الغلابة).

كان شغوفاً بمساعدة المواطنين والمقيمين، له أيادٍ بيضاء على الكثيرين في مساعدتهم خصوصاً كبار السن، وكان يلازم المسجد النبوي في الصفوف الأمامية، وكثير من الذين يعرفونه في المسجد يستشيرونه في بعض الأعراض التي لديهم فينصح ويجلب لهم الأدوية ويتابع الحالات دون سابق معرفة.. يلتقي بمراجعيه في الهواء الطلق. واشتهر بذكائه وفطنته في مهنته من خلال إجراء الكثير من العمليات في المسالك البولية والكلى، وسخر معظم وقته للمرضى في متابعة حالتهم.

وظل السيسي يوزع وقته بين عمله في مستشفى الملك فهد بالمدينة وعمله مشرفا في الهيئة الطبية الشرعية لمساعدة المرضى وذويهم في البحث عن أهليتهم للعلاج خارج المدينة المنورة. وافتقده كثير من مرضاه هذا العام، إذ كان لا يعترف بالمواعيد للمرضى وكان رقمه متاحا للجميع لمتابعة المرضى حتى في أوقات إجازته يقطعها ويتابع ويجري العمليات الجراحية لمرضاه، ولم يحاول مثل غيره البحث عن العمل الإداري والهوس بتقلّد المنصب بل فضل الاستمرار في مهنته الإنسانية لعلاج المرضى وكسب الأجر من رب العباد والاحتفاظ بذكرى طيبة.