سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على استشهاد الفلسطيني فواز حمايل، أحد الناشطين في بلدة بيتا بنابلس.
وقالت الصحيفة إن استشهاد حمايل ترك شعورا بـ”اليتم” الجماعي في بيتا التي يقدر عدد سكانها بنحو 15 ألف نسمة.
قال ابن أخيه أحمد: “فقدنا روح بيتا”، عن الأب لثلاثة أطفال الذي يبلغ من العمر 47 عاما وكان أحد أعمدة المجتمع المتماسك جدا في البلدة.
عُرف فواز بنشاطه ضد مساع الاحتلال لفرض واقع من الاستيطان في بيتا والضفة الغربية عموما.
وجاء استشهاده بعد 11 شهرا تكبد خلالها سكان بيتا جهود مقاومة مكلفة، حيث رشقوا الحجارة ودحرجوا الإطارات المحترقة ضد جنود الاحتلال الذين يستخدمون قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، وأحيانا الرصاص الحي.
ساعد فواز في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات، بعد صلاة الجمعة كل أسبوع. وقال المعزون إنه يتمتع بذاكرة كبيرة وكان أيضا “أرشيف” البلدة، حيث كان يعلم تواريخ ارتقاء جميع شهداء بيتا.
في 13 نيسان/ أبريل، مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية والقدس، استيقظ فواز مبكرا كالمعتاد لتنظيف مسجد عثمان بن عفان قبل وصول الإمام. وبعد ذلك بوقت قصير، وصل المئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب السكان المحليين، إلى بلدة بيتا ومحيطها.
وقال نائب رئيس البلدية إن سبعة من سكان بيتا أصيبوا خلال المداهمة، أحدهم أصيب برصاصة في العين والآخر في الرأس. وأشار إلى اعتقال أربعة أشخاص وإطلاق سراحهم فيما بعد، مضيفا أن القوات الإسرائيلية استهدفت بلدة بيتا بسبب مقاومتها للمستوطنة.
وقال: “إنهم يسرقون أرضنا. كيف يمكننا قبول ذلك؟.. سيزيد هذا من عدائنا للإسرائيليين وتصميمنا على الحصول على حريتنا والعيش بكرامة على أرضنا”.
ووصف نائب رئيس البلدية الغارة بـ”الإرهاب المنهجي”.
وحضر جنازة فواز حمايل ثلاثة آلاف شخص بينهم كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية. لكن ذلك بدا عزاء قليلا للأصدقاء والأقارب الذين تجمعوا في منزل شقيق فواز عزيز يوم الثلاثاء.
بكت والدته المسنة فايزة قائلة: “لماذا أتوا إلى هنا في المقام الأول.. لماذا يستفزوننا؟ لم نفعل أي شيء”.
كان الشعور هو أن الفلسطينيين فقدوا زعيما شعبيا حقيقيا وشرعيا.
وأظهر أحد الأقارب صورة لفواز جالسا في مكتبه مرتديا بدلة وربطة عنق في مقر محافظة القدس، حيث كان مديرا للشؤون العامة. وقال شقيقه إن واجباته متنوعة، بما في ذلك مساعدة مدمني المخدرات على الإقلاع عن التعاطي.
ابتسم ابنه قيس، 16 عاما، ويبدو أنه لم يستوعب بعد الخسارة الهائلة وقال: “أعدكم جميعا بأنني سأبذل قصارى جهدي للدراسة بجد في المدرسة حتى أتمكن من الدراسة لأكون طبيبا كما أراد أبي”.
أصبحت بيتا رمزا للفلسطينيين للمقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي. لكن هذا كان بتكلفة باهظة.
وفقا لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في القدس، كان هناك أكثر من 1200 إصابة في بيتا من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والنيران الحية الإسرائيلية منذ أيار/ مايو من العام الماضي.
وتم إطلاق النار على بعض الأشخاص أكثر من مرة. وقالت البلدية المحلية إن حوالي 150 من سكان بيتا معاقون الآن بسبب النيران الإسرائيلية.