جدول المحتويات
ماذا أقول في ليلة القدر، تعد ليلة القدر حدثا في غاية الأهمية للمسلمين في أنحاء العالم قاطبة، وهي ليلة مباركة ذات فضل وأجر عظيم، يجتهد المسلم في شهر رمضان عله يكون ممن كتب الله تعالى ممن نالوا هذا الثواب الكبير، ولعل أكثر ما يشغل المسلمين ما يقوله في ليلة القدر، وعبر موقع ، سنتحدث عن ذلك ونعرف ليلة القدر، وما هو فضلها، وتاريخها.
ماذا أقول في ليلة القدر
من المستحب أن يقضي المسلم ليلةْ القدرْ في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، ويلح على الله سبحانه وتعالى في سائر حاجاته الدنيوية وفي الآخرة، ولعل أفضل ما يقوله المسلم في هذه الليلة هو أوصى سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، أم المؤمنين عائشة بما روت عنه في الحديث الشريف، حيث قالت: {يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو قالَ تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي}.[1] ولا يقتصر الدعاء في ليلة القدر على هذا الدعاء، وإنما هناك ما هو محبب من الأدعية نذكر منها:
- اللهم اهدِنا فيمَن هديت.. وعافنا فيمن عافيت.. وتولنا فيمن توليت.. وبارك لنا فيما أعطيت.. وقِنا شر ما قضيت.. إنك تقضي ولا يقضى عليك. إنه لا يذل مَن واليت.. ولا يعزُ من عاديت.. تباركت ربنا وتعاليت.. لك الحمد على ما قضيت.. ولك الشكر على ما أعطيت.. نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك.
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.. ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك.. ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا.. ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا.. واجعلهُ الوارثَ منا . واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصُرنا على من عادانا.. ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا.. ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا.. ولا مبلغَ علمِنا.. ولا إلى النار مصيرنا.. واجعل الجنة هي دارنا.. ولا تُسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
أدعية في ليلة القدر
إن ليلة القدر من الليالي التي يستجيب فيها الله عز وجل لدعاء المسلم القائم فيها، وفيما يلي بعض الأدعية التي يناجي فيها العبد ربه في هذه الليلة المباركة:
- اللهم إن كانت هذه ليلة القدر، فأقسم لي فيها خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير مما ختمت، واختم لي بالسعادة فيمن ختمت.
- اللهم اجعلنا من أعظم عبادك نصيباً في كل خير تقسمه الليلة، ونور تهدي به ورحمة تنشرها، ورزق تبسطه، وضر تكشفه، وبلاء ترفعه، وفتنة تصرفها.
شاهد أيضًا: كم يبلغ اجر العمل في ليلة القدر
ما هي ليلة القدر
ليلةْ القدرْ هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، وتكون في الثلث الأخير منه، أيام العتق من النار، ليلة القدر مصطلح مركب يتألف من شقين اثنين، الأول هو الليل ويعني الظلمة، ويشمل الفترة الممتدة من بعد غروب الشمس حتى أذان الفجر، وذهب البعض أن الليل يمتد حتى طلوع الشمس، أما اللفظ الثاني القدر، ويعرف بمعان عديدة، فالقدر بتسكين الدال هو المكانة الشرف والوقار، فيها نزل القرآن الكريم، ومن عظيم فضلها أن ثواب العمل فيها خير من ألف شهر، وروي عن الرسول أنه كان يعتكف راجيا فضل هذه الليلة المباركة، بينما يرى البعض أن المصطلح والتسمية يعني الحكم والفصل، ففي هذه الليلة المباركة يقدر الله مصير الخلائق لعام كامل، بينما ذهب البعض لتفسير القدر بأنه الرزق.[2]
علامات ليلة القدر
كثرت الآراء حول علامات ليلةْ القدرْ، فالبعض قال من تقبل الله طاعته، وفاز برضوان الله فيها، يشاهد أشياء خارقة، مثلا يرى كل شيء ساجد، وهذا الأمر عار عن الصحة، حيث هناك علامات تتميز بها هذه الليلة المباركة، ولعل أهم هذه العلامات لا تظهر إلا في اليوم التالي، حيث تشرق الشمس لا شعاع لها، وفسر العلماء ذلك أن الملائكة تصعد إلى السماع عند الفجر في ليلة القدر فتحجب شعاع الشمس، سئل الشيخ ابن عثيمين عن علامات ليلة القدر، فقال هي تالية كشروق الشمس بلا شعاع، ومقارنة، حيث يكون الطقس في ليلةْ القدرْ معتدلة لا بارد ولا حار، ولا يوجد فيها رياح أو عواصف، يمتلئ قلب المسلم بالراحة والسكينة، وأضاف البعض أنه في ليلة القدر لا يسمع نباح كلب ولا صوت أي حيوان آخر.[3]
تاريخ ليلة القدر
ليلةْ القدرْ في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتكون في الأوتار أقرب منها في الأشفاع، [4] روى ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: {التَمِسُوها في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ: والتمسوها في التَّاسِعَةِ، والسابعة، والخامسة}،[5]
وأجمع فقهاء المذاهب الأربعة الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفية، أن ليلةْ القدرْ في العشر الأواخر من شهر رمضان، قال النووي: (مذهَبُنا ومذهَبُ جُمهورِ العُلَماءِ أنَّها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ وفي أوتارِها أرجى)، وأيد ذلك الصنائعي، وابن تيمية في قوله: (ليلةْ القدرْ في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هي في العشر الأواخر من رمضان وتكون في الوتر منها).
تاريخ ليلة القدر ابن باز وابن عثيمين
في معرض حديثه عن تاريخ ليلةْ القدرْ قال الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله: أنه من الراجح أن ليلة القدر متنقلة في الليالي العشر الأخيرة كلها، وهي في الأوتار أحرى، وهي أقرب في ليلة سبع وعشرين، فعلى المسلم الاجتهاد في العشر الأواخر كلها، يكثر قراءة القرآن، ويلح على الله في الدعاء، ومن أدرك ليلة القدر فاز وبلا شك بما وعد الله من قامها إيماناً واحتساباً.
وأيد ذلك الشيخ ابن عثيمين بقوله: ليلةْ القدرْ في العشر الأواخر من رمضان وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، وهي في السبع الأواخر أقرب.
فضل ليلة القدر
ليلةْ القدرْ من أفضل ليالي العمر بالأجر والثواب، يتحسد فضلها بمجموعة من الخصال نذكر منها:[4]
- نزول القرآن فيها: في ليلةْ القدرْ نزل الوحي بالقرآن الكريم على قلب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[6]
- ليلة مباركة: هي ليلة الأجر والثواب العظيم لمن قامها حبا بالله جلَّ جلاله، هي ليلة البركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}.[7]
- تكتب فيها الأقدار لسنة: في ليلةْ القدرْ تأخد الملائكة الألواح، وبأمر باريها تكتب أقدار العباد لسنة كاملة، تكتب الأحياء والأموات، والرزق، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}.[8]
- ليلة سلام: تتصف ليلة القدر بخلوها من الشرور وكل أذى، ليلة سالمة مليئة بالأمان حتى شروق شمس يوم جديد، قوله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.[9]
- تغفر فيها الذنوب: حث الرسول على قيام ليلةْ القدرْ لما لها من عظيم الفضل، فمن قامها محتسبا أجره على الله، مبتغيا مرضاته جل وعلا، من الله عليه بغفران ما تقدمها من ذنوب وخطايا، قال الرسول: {مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}.[10]
- خير من ألف شهر: العبادة والعمل الصالح في ليلةْ القدرْ، خير من العبادة في ألف شهر من دونها، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر}.[11]
شاهد أيضًا: هل ليلة القدر في الليالي الوترية فقط
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر
علم النبي عليه الصلاة والسلام موعد ليلةْ القدرْ، لكن رب الخلائق أنساه إياها، بعد أن حدثت مشاجرة في المسجد، جاء في الحديث الشريف: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}.[12]
والحكمة من إخفاء موعدها أن يقيم المسلم العشر الأواخر وأعظمها كأنها كلها ليلةْ القدرْ، حيث معرفته موعد ليلةْ القدرْ باليوم والتحديد يكثر المسلم من العبادة والدعاء فيها ويهمل الأخرى، فالله سبحانه وتعالى أخفى عنا علم ليلةْ القدرْ كي نقوم بها وننال فضلها بجهد، فالثواب والأجر يكون أعظم، ومن محاسن إخفائها صحيح أن ثواب الله كبير لمن قام هذه الليلة لكنه، عظيم العقاب لمن عصاه بها وهو يعلم أنها ليلةْ القدرْ.
وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا بعد أن عرفنا ماذا أقول في ليلة القدر، وعرفنا ليلة القدر، وتحدثنا عن فضلها، وتاريخها.
المراجع
- ^
صحيح ابن ماجه , الألباني ، عائشة أم المؤمنين ، 3119 ، صحيح - ^
islamonline.net , ليلة القدر , 25/04/2022 - ^
islamweb.net , العلامات المميزة لليلة القدر , 25/04/2022 - ^
islamonline.net , فضل ليلة القدر..وقتها وعلاماتها , 25/04/2022 - ^
صحيح الجامع , الألباني ، أبو سعيد الخدري ، 1245 ، صحيح - ^
سورة القدر , الآية 1 - ^
سورة الدخان , الآية 3 - ^
سورة الدخان , الآية 45 - ^
سورة القدر , الآية 5 - ^
صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 1901 ، صحيح - ^
سورة القدر , الآية 3 - ^
صحيح البخاري , البخاري ، عبادة بن الصامت ، 2023 ، صحيح