| رحلة عذاب طفلين من دمياط إلى القاهرة: هربا من البيت بسبب عقاب الأب

لم يتخيل أب أنه عندما يعاقب طفلته البالغة من العمر 13 عاما، بسبب انشغالها الدائم بهاتفها المحمول، وطفله الذي لم يتجاوز 9 سنوات، بسبب شقاوته ولعبه بعنف مع أقرانه في الشارع، أن يكون ردهما هو الهروب من المنزل، مما أثار الرعب في نفوس الأسرة التي استيقظت في الخامسة فجرا ولم تجد الطفلين في غرفتهما.

بكاء الأم وتوتر الأب لم يفلحا في البحث بهدوء عن الطفلين والتفكير بشكل صحيح في الوجهة التي ربما يكونا قصداها للتخلص من ضغط الوالدين عليهما لتقويم سلوكهما، لكن الخال كان أكثر حكمة في التعامل مع المشكلة، حيث نشر صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي على الجروبات الخاصة بمحافظة دمياط وتحديدا مركز كفر سعد، ربما يعثر عليهما أحد ويدلهم على الطريق، كما نشر صورة لهما من أحد كاميرات المراقبة ترصد توجههما إلى محطة قطار كفر سعد.

يحكي الخال محمد فرج، أنه بعد نشر صور ابنا شقيقته السيد حامد شلبي، الطالب في الصف الخامس الابتدائي، وريهام الطالبة في الصف الثالث الإعدادي، تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أهالي كفر سعد يخبره بالعثور على الطفلين في محطة قطار رمسيس بالقاهرة، وبعد التوجه للمكان المذكور تبين حقيقة ما فعله الطفلين.

يقول «فرج» لـ«»، إن الطفلين اتفقا على الهروب من المنزل بعدما تعرضا له من عقاب بسبب أخطائهما: «اتفقوا يروحوا عند عمتهم في محافظة السويس، وخرجوا من غير فلوس وركبوا القطر من محطة كفر سعد، وهناك قابلتهم ست من القرية عندنا وعرفت إنهم مش معاهم فلوس وخارجين من البيت لوحدهم، الست بلغت المسؤولين عن القطر ونزلت معاهم في محطة مصر على أساس تتصل بقريبها في قريتنا وييجي أهلهم ياخدوهم».

وأكد «فرج» أنهم استلموا الطفلين وحكيا لهما عما تعرضا له من تعب خلال رحلتهما من دمياط إلى القاهرة: «الجيل الجديد ده عايز يمشي بدماغه، وكل همه اللعب والإنترنت، محدش عايز يتحمل مسؤولية نفسه».