ففي أعمال اجتماع الدورة 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بقصر الدرعية في العاصمة الرياض، خاطب الأمير محمد بن سلمان قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الدرعية إذ رأس الاجتماع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائلا: «نجتمع اليوم بعد مرور أربعة عقود من تأسيس المجلس في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة وتتطلب منا المزيد من تنسيق الجهود بما يعزز ترابط وأمن واستقرار دولنا.
وفي هذا الصدد، نشير إلى الرؤية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لمجلس التعاون، ونؤكد على أهمية تنفيذ ما تبقى من خطوات واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية ومنظومتي الدفاع والأمن المشترك بما يعزز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي.
ونشيد بما لمسناه خلال زياراتنا لدول مجلس التعاون الخليجي من حرص بالغ على وحدة الصف، كما نشيد بالالتزام والتضامن الذي أدى إلى نجاح مخرجات بيان العلا الصادر في 5 يناير 2021».
وأضاف الأمير محمد: «نتطلع اليوم إلى استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، وهذا يتطلب إيجاد بيئة جذابة ومحفزة تعتمد على تنويع مصادر الدخل وإطلاق إمكانيات قطاعاتنا الاقتصادية الواعدة ومواكبة التطورات التقنية في جميع المجالات، وإيجاد التوازن لتحقيق أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي من خلال تزويد العالم بالطاقة النظيفة، ودعم الابتكار والتطوير، وفي سبيل ذلك، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، كما أعلنت عن استهدافها الوصول للحياد الصفري في عام 2030 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون».
واستطرد ولي العهد متلمسا المخاطر التي تحيط بالخليط وطارحا الحلول قائلا: «تستمر المملكة في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تدعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات، ونتطلع أن يستكمل العراق إجراءات تشكيل حكومة قادرة على الاستمرار في العمل من أجل أمن واستقرار وازدهار وتنمية العراق، ونؤكد استمرارنا في دعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث ومبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وتؤكد المملكة على أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما تؤكد على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
وتتابع المملكة تطورات الأوضاع في أفغانستان وتحث على تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وألا تكون أفغانستان ملاذا للتنظيمات الإرهابية».
وخلص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقول: «لقد حقق المجلس إنجازات كبيرة منذ تأسيسه، ونتطلع لتحقيق المزيد للارتقاء بالعمل الخليجي المشترك بما يعزز مسيرة المجلس على جميع الأصعدة.
وختاما، نشكر الجهود المبذولة من أمانة المجلس لإنجاح أعمال قمتنا هذه، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا لخدمة ما تصبو إليه بلداننا وشعوبنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».