عقاب الرجل الذي يبكي زوجته هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث تبحث كل امرأة عن العقاب ضمن القانون والضوابط في الشريعة الإسلامية الذي يجب أن يناله كل رجل يبكي زوجته عن قصد، لذا يهتم عبر هذا المقال بتقديم ما ورد في عقاب الرجل الذي يجرح زوجته ويكسر قلبها وروحها في ضوء الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة .
عقاب الرجل الذي يبكي زوجته
لم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على عقاب الرجل الذي يبكي زوجته، فلا يوجد عقاب بعينه، ويختلف الأمر بين البكاء من الظلم والبكاء من تقلب مزاج النساء، فدموع النساء سخية في الكثير من المواقف التي لا تستدعي البكاء، وذلك لعدة أسباب منها ضعفهن أو لاستمالة القلوب إليهن أو للتباكي واستمالة الحق إليهن، لكن مع ذلك فقد أوصى الله سبحانه وتعالى على لسان نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء، فمما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا”.[1] وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: “إني أُحَرّجُ حقّ الضعيفينِ : اليتيمُ والمرأَةُ”.[2] ومعنى أحرج أي ألحق الحرج والإثم بمن يضيع حق المرأة، فهو تحذير بليغ، والمقصود أنه يجب أن يتم معاملتها برفق وشفقة، وعدم تكليفها بما لا تطيقه، وعدم التقصير بحقها الواجب والمندوب والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام
ما هو عقاب الرجل الذي يغضب زوجته
لا يجوز للمرأة أن تغضب على زوجها أو تغضب منه، فهي بمقام المولّى عليه، وليست الولية، فواجب المرأة عظيم تجاه الزوج واجبها أن تطيعه وتتمثل لأوامره، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، وطاعته واحترامه مقدمة على طاعة أمها وأبيها، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال فيما رواه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “وَلَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يسجدَ لِأَحدٍ لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حقِّهِ ولا تجِدُ امرأةٌ حَلَاوَةَ الْإِيمانِ حَتَّى تؤدِّيَ حقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سألَها نَفْسَها وهِيَ على ظهرِ قَتَبٍ”.[4] فالمرأة تأثم إن أغضبت زوجها أو غضبت منه وتعصيه ولا تحترمه وترفع صوتها عليه، فهي عاصية لربها ناشزة عن حق زوجها، وعليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن تستغفر ربها وترضي زوجها وتطيعه ولا تعصيه وتحترمه في حضوره وغيابه.[5]
شاهد أيضًا: رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى
ما حكم الرجل الذي لا يحترم زوجته
إنّ الأصل في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف، فالله سبحانه وتعالى أمر عباده أن يعاشروهن بالمعروف، فلا ينبغي للرجل أن يهين المرأة ويشتمها بألفاظ غير لائقة، فهذا من سوء العشرة، ولو كره منها خلقًا فعليه أن يتخذ التدابير الشرعية في إصلاح الزوجة وتأديبها، من وعظٍ ثم هجرٍ ثم ضربٍ غير مبرح، ومن المعاشرة بالمعروف أن يستمع الرجل لزوجته وأن يناقشها فيما يخص حياتهما، فإن هذا من أسباب التغلب على الخلافات وكذلك الاحترام المتبادل فهو واجبٌ على الزوجين، فالاحترام أساس كلّ علاقة، فما بالك بعلاقةٍ مقدسة فهي ترابط بين زوجين إلى الأبد.
شاهد أيضًا: حكم المرأة التي تسب زوجها
ما حكم الرجل الذي يترك زوجته تعمل؟
يجوز للرجل أن ينرك زوجته تعمل ضمن ضوابط شرعية، كأن يكون العمل لا اختلاط فيه، وأن يأمن الفتنة على زوجته في الطريق وفي حال عملها، وأن يكون العمل بذاته يرضي الله عز وجل، فإن تحققت الضوابط الشرعية مع ضمان عدم تقصير المرأة في حقوق زوجها وواجباتها في بيتها جاز للرجل السماح لزوجته بالعمل، ولكن ما دامت المرأة لم تشترط على الزوج في عقد النكاح الخروج للعمل فمن حق الزوج أن يمنعها منه، فإن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها بغير ضرورة إلا بإذن زوجها، والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت
تكريم الشريعة الإسلامية للمرأة
رفع الدين الإسلامي مكانة المرأة وجعل لها كرامةً لا توجد في دينٍ سواه، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله، فالمرأة في الطفولة قرة العين وثمرة فؤاد الوالدين، وفي الكبر عزيزة ومكرّمة يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد لها يد سوء ولا لسان أذى ولا عين خيانة، ولو تزوجت المرأة كان ذلك بكلمة الله وميثاقه الغليظ، فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار وواجبٌ على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها، ولما تكون المرأة أمًّا فبرها مقرونٌ بحق الله، وعقوقها والإساءة إليها مقرونةٌ بالشرك بالله، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الإحسان إليها وخفض جناح الذل من الرحمة لها، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن صحبتها وأكّد على ذلك ثلاثًا، فالإسلام أمر بصون المرأة وحفظ كرامتها وحمايتها، والإنفاق عليها وحسن عشرتها والحذر من ظلمها وغير ذلك من رفع مكانتها وتعظيم حقها.[6]
شاهد أيضًا: ما حقوق الزوجة وواجباتها نحو اسرتها
أشكال ظلم الزوج لزوجته
كثيرة هي أشكال ظلم الزوج لزوجته التي يمكن أن تنتشر في المجتمعات، ومنها ما يأتي:
- هجر الرجل لزوجته وضربها بغير سبب شرعي ظلمٌ حرّمه الله تعالى على عباده.
- حرمان المرأة من مهرها ومنعها منه من صور ظلم الرجل لزوجته.
- حرمان المرأة من حقوقها وأذيتها بالقول أو الفعل من صور الظلم للزوجة.
- عدم المبالاة بمشاعر الزوجة ونفسيتها وعدم الاهتمام بفرحها وحزنها.
- حرمانها من رؤية أهلها وزيارتهم وعدم النفقة عليها.
بهذا نختتم مقال عقاب الرجل الذي يبكي زوجته، والذي تمّ من خلاله بيان حكم الرجل الظالم والذي يغضب الزوجة ويبكيها، وبيان مكانة المرأة في الإسلام وصور لظلم الرجل للمرأة.
المراجع
- ^
صحيح الجامع , الألباني/ أبو هريرة/ 960/صحيح - ^
السلسلة الصحيحة , الألباني/ أبو هريرة/ 1015/إسناده حسن - ^
islamweb.net , جزاء من يظلم ويؤذي زوجته , 06/05/2022 - ^
مجمع الزوائد , الهيثمي/ معاذ بن جبل/ 312/ 4/ رجاله رجال الصحيح - ^
islamqa.info , زوجته تعصيه وتغضبه وترفع صوتها عليه , 06/05/2022 - ^
islamweb.net , من صور تكريم الإسلام للمرأة , 06/05/2022