جدول المحتويات
حكم قول جمعة مباركة وما هي مشروعية هذا اللفظ الذي أصبح من الألفاظ المتداولة على ألسنة معظم المسلمين في يوم الجمعة، فحري على كل مسلم أن يحرص أشد الحرص على التعرف على كل ما من شأنه أن يقربه من المولى جلا وعلا، ويبعده عن الانحراف في البدع والضلالات، لذلك من خلال موقع سوف يتم التعرف على الحكم الشرعي لهذا الأمر، وما هو الرأي الصائب الذي توصل إليه العلماء فيه.
حكم قول جمعة مباركة
يحرص المسلمون بشكل عام على تهنئة بعضهم البعض في المناسبات والأيام المختلفة، اعتقادًا منهم أن هذا الأمر يدخل السرور على القلوب، ويوطد العلاقات أكثر فأكثر، هذا وإن كانت الكلمات الرقيقة لها أثر واضح وقوي في القلوب، إلا أنه يوجد بعض الأفعال والألفاظ التي قد يعتقدها البعض من السنة، إلا أنها من العادات والأخطاء التي توارثوها، أما عن حكم تهنئة المسلمين لبعضهم البعض في يوم الجمعة وقول جملة جمعة مباركة فهو كالتالي: يعتبر هذا الأمر غير مشروع لأنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة رضوان الله عليهم أي حديث عن هذا الأمر. ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم كانوا هم الأكثر حرصًا على تعظيم شعائر الله عز وجل، ولهذا فعدم ثبوته عنهم يدل على أن هذا الحكم غير جائز لا سيما إذا كان الشخص في نيته أنها من السنن.
شاهد أيضًا: حكم قول الله ما يطق بعصا
حكم قول جمعة مباركة ابن عثيمين
لقد أقر الشيخ بن عثيمين رحمه الله عليه أن قول جمعة مباركة أمر غير مشروع لأن به ابتعاد عن النهج الإسلامي وهو من ضمن البدع التي ابتدعها البعض فتؤدي بصاحبها إلى النار، فالمتعارف عليه فقط في السنة النبوية أن يوم الجمعة عيد للمسلمين كما ورد “إنَّ هذا يومٌ جعله اللهُ عيدًا للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعةِ فلْيغْتَسِلْ، وإن كان طِيبٌ فليمَسَّ منه، وعليكم بالسِّواكِ” رواه عبيد بن السباق وابن عباس.[1]
فتوى الشيخ صالح الفوزان في قول جمعة مباركة
لم تختلف فتوى الشيخ بن فوزان الفوزان عن غيرها فقد أشار إلى أن حكم قول جمعة مباركة غير وارد عن رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، لذا فإن هذا الأمر غير جائز فهو أمر مستحدث في الدين الإسلامي، فقد ذكر أن السلف ما كانوا يهنئون بعضهم البعض بيوم الجمعة والجائز ألا نفعل شيء لم يفعلوه من قبل، حتى ننأى بأنفسنا عن اتباع الخطوات نحو الهاوية أو السقوط في ظلمات البدع أعاذنا الله منها.
شاهد أيضًا: حكم رش الماء على القبر
أذكار يوم الجمعة
يعتبر يوم الجمعة من أكثر الأيام تفضيلًا من قبل الله تعالى، لهذا ينصح باستغلال هذا اليوم في الطاعة والحرص على ذكر الله أكبر وقت ممكن من هذا اليوم، ومن ضمن الأذكار التي يجب اتباعها في يوم الجمعة ما يلي:
- الدعاء بكثرة في هذا اليوم لأن هنالك ساعة في اليوم لا يرد فيها دعاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الصلاة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرًا بأي صيغة قد وردت في ذلك، فلا يشترط ألفاظ معينة أو صيغة محددة، وهذا الأمر من ضمن الوصايا التي أوصانا بها الرسول الكريم فقد جاء أنه قال” إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ؛ فيهِ خَلقَ اللَّهُ آدَمَ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ؛ فأَكْثروا منَ الصَّلاةِ عليَّ فيهِ؛ فإنَّ صلاتَكُم يومَ الجمعةِ مَعروضةٌ عليَّ. قالوا: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ أي بَليتَ؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسامَنا”.[2]
- شكر الله كثيرًا على نعمه والاستغفار كثيرًا لمحو الذنوب، كما يفضل الحوقلة أي قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بكثرة في يوم الجمعة.
- قراءة سورة الكهف حيث أنها تضيء للعبد ما بين الجمعتين لأنها نورًا لكل من قرأها.
شاهد أيضًا: حكم من نام عن صلاة الجمعة
فضل يوم الجمعة
هناك مجموعة من الفضائل التي خص بها الله تعالى يوم الجمعة عن غيره من الأيام الأخرى، وتتمثل هذه الفضائل فيما يلي:
- به صلاة الجمعة التي لا تقام إلا في هذا اليوم: فهي من الصلوات التي تكفر للمسلم عن أخطاءه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصَّلواتُ الخَمسُ والجُمعةُ إلى الجُمعةِ كفَّاراتٌ لِما بينَهنَّ ما لَمْ يَغْشَ الكبائرَ” رواه أبو هريرة.[3]
- الموت في يوم الجمعة فيه حماية من فتنة القبر: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلَّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ” رواه عبد الله بن عمرو.[4]
- صلاة الفجر في يوم الجمعة لها فضلًا عظيمًا: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ أفضلَ الصَّلواتِ عندَ اللَّهِ: صلاةُ الصُّبحِ يومَ الجمعةِ في جَماعةٍ” رواه عبد الله بن عمر،[5] حيث ينبغي على المسلم قراءة سورة السجدة في الركعة الأولى من هذه الصلاة وسورة الإنسان بالركعة الثانية.
وبهذا يكون قد التعرف على حكم قول جمعة مباركة، والتعرف على حكم هذا القول لبعض العلماء المعتبرين وعلى رأسهم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان والإمام ابن عثيمين، إلى جانب التعرف على أذكار يوم الجمعة وفضل هذا اليوم عن غيره من سائر أيام الأسبوع.
المراجع
- ^
صحيح الجامع , الألباني، عبيد بن السباق وابن عباس، 2258، صحيح - ^
الترغيب والترهيب , المنذري، أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو،1/336 ، له علة دقيقة امتز إليها البخاري وغيره - ^
صحيح ابن حبان , ابن حبان، أبو هريرة، 1733، أخرجه في صحيحه - ^
صحيح الترمزي , الألباني، عبد الله بن عمرو، 1074، حسن - ^
فضائل الأوقات , البيهقي، عبد الله بن عمرو، 125، غريب