لحظة سقوط اللاعب كريستيان إريكسن
صافرة متقطعة سريعة، مضطربة الوتيرة، تصدر من حكم اللقاء، بمثابة إذن منه لدخول الطاقم الطبي إلى ملعب المباراة، على رأسهم الطبيب المعالج الذي يسرع إلى الداخل مستغلًا إشارة يد الحكم، ذلك الفرمان الذي يقتحم به الملعب متوجهًا نحو اللاعب المصاب، حاملا في يده حقيبة إسعافات صغيرة، يخرج منها أدواته اللازمة للعلاج، وفي غضون دقائق يقف اللاعب على قدميه ويستعيد نشاطه من جديد، فماذا يوجد داخل هذه الحقيبة وما سر مفعولها السحري؟
بالأمس، شهد العالم واقعة حزينة، خطفت القلوب وكانت الأبرز منذ بداية يورو 2020، حينما أصيب اللاعب كريستيان إريكسن، لاعب خط وسط نادي إنتر ميلان، ونجم منتخب الدنمارك، خلال اللقاء الذي جمع الدنمارك وفنلندا، ضمن فعاليات الجولة الأولى من المجموعة الثانية لمسابقة كأس الأمم الأوروبية، في المباراة التي أقيمت أحداثها على أرضية ملعب باركن ستاديون بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن خلال الفترة الحالية، وغاب عن الوعي مغشيًا عليه، دون أن يلمسه أحد، قبل أن يتدخل الفريق الطبي إليه وإنقاذه بالصدمات الكهربائية والـ«CPR».
عمليات إسعافية قام بها طبيب الفريق للاعب الدنمارك، تمت على أكمل وزجه، وما هي إلا دقائق معدودة وتم نقله إلى المستشفى بعد الاطمئنان على بقائه قيد الحياة، لعمل اللازم هناك، بعد أن نفذ الطبيب المسعف مهمته بنجاح في أرض الملعب، وكل ذلك بواسطة حقيبته الصغيرة التي اصطحبها معه، ما طرح تساؤلًا حول محتوياتها، وما الفرق بين «شنطة الإسعافات» المصري والأجنبي؟، وهو ما بحثت عنه «» ففي حديثها مع أطباء متخصصين، برحلة داخل حقيبة طبيب الفريق.
ماذا يوجد داخل حقيبة طبيب الفرق الأجنبية؟
ما يوجد داخل حقيبة أغلب أطباء الفرق في أوروبا، كشف عنه ديك ماكاي طبيب فريق سويندون تاون الإنجليزي، في حوار أجراه مع مجلة «فور فور تو» الشهيرة، قائلًا إنها تحتوي على منشفة من أجل امتصاص عرق اللاعب أو إيقاف نزيف الدم، وضمادات لعلاج إصابات الرأس، وفازلين سريع المفعول لتخفيف حدة الألم وترطيب مكان الإصابة.
أما ما يخص أجهزة الإسعاف الثقيلة، فأكد أنه الحقيبة تحتوي على جهاز الصدمات الكهربائي AED، فضلًا عن عدسات لاصقة احتياطية بدرجات قياس النظر للاعبي الفريق، لحين الحاجة إليها، وبعض اللاصقات الطبية المخففة للآلام وعصائر تعيد تحفز نشاط اللاعب المصاب.
ماذا يوجد داخل حقيبة طبيب الفرق المصرية؟
عادة ما تحتوي حقيبة مسعف الفريق في الأندية المصرية على مسكنات الآلام، والبنج الذي يُرَش على الساق حال إصابتها، وفقًا لحديث الدكتور محمد فكري، عضو الجهاز الطبي الأسبق للنادى الأهلي، لافتًا إلى أنها مهمة ليست بالسهلة إطلاقا وأحيانا يتوقف عليها حياة اللاعبين على أرض الملعب.
يوضح طبيب الأهلي السابق أيضًا، ما يوجد داخل ذلك المكعب الصغير الذي يتحكم في حياة اللاعبين، مشيرًا إلى أن بها نشادر في حالات الإغماء أو فقدان الوعي، وقفازات بلاستيكية، ولاصقات طبية، وشاش وثلج لمنع التورم.
أما عن وجود أجهزة متقدمة وصدمات كهربائية، أكد «فكري» أن تلك الأجهزة توجد داخل عربات الإسعاف وليس حقائب المسعفين، موضحًا عن رأيه في تلك النقطة، «الأزمة مش في وجودها فين، الموضوع إنها بتكون لسه بالسلوفانة بتاعتها، وممكن يبقى محدش مدرب على استخدامها بشكل سليم، عكس اللي حصل مع إريكسن وعلاجه في دقايق، كأن الطبيب كان عارف إيه اللي هيحصل من قبلها».
طبيب المنتخب السابق: مسعف الدنمارك مدرب على أعلى مستوى والأمر ليس صدفة
دقيقة و15 ثانية فقط، هو الوقت المستغرق بين إصابة إريكسن وبدأ دخول الطبيب المعالج إليه داخل الملعب للقيام بما يلزم، وفقًا للدكتور محمد أبو العلا الطبيب السابق للمنتخب ي، مردفًا أن الطبيب مدرب بشكل جيد وتعامل مع الأمر بحرفية وما حدث لم يكن صدفة، بل تحمل المسؤولية وكان قائدا داخل الملعب.
وأضاف أن التعامل مع الأجهزة الموجودة في حقيبة المسعف، كان مثاليًا، والجميع تحرك بأوامر الطبيب، والذي استعان بجهاز الصدمات الكهربائي AED، لتحليل خلل القلب وعلاجه بالصدمات، موضحًا أنه كان يعلم أنه ليس أمامه سوى دقائق يعمل في غضونها، وما حدث هو إجهاد للقلب لأنه العضلة الأكثر عملا لدى الرياضي.
طبيب يوضح معنى «CPR» الذي أنقذ حياة إريكسن في مباراة فنلندا والدنمارك
كلمة «CPR» تعني الإنعاش القلبي الرئوي، وهي عملية إسعافية طارئة، يقوم بها المسعفون وأخصائيو إصابات الملاعب، من أجل الحفاظ على وظائف القلب والدماغ، وفقًا لأخصائي الجهاز التنفسي عاصم عيسى، الذي لفت إلى أن المصاب في ذلك الوقت يكون في حالة موت سريري، وحال لم يتم البدء بعملية الإنعاش على الفور، تبدأ خلايا الدماغ بالتلف في دقائق.
وأضاف «عاصم» لـ«»، أن الـ«CPR» يحافظ على تدفق الدم المشبع بالأكسجين إلى الدماغ وسائر أعضاء الجسد، في حالة توقف القلب عن النبض، وتعتبر C اختصار لي Cardio المقصود بها القلب، أما P فيقصد بها pulmonary أي الرئة والنبض، وR هي resuscitation الإنعاش.
وأشار أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، إلى أن خطوات ذلك الإسعاف تبدأ بالتأكد من أمان المكان للمريض، ثم اختبار رد فعله عن طريق هز جسده أو النداء عليه ومتابعة كيفية استجابته، ثم وضعه على ظهره، وفتح المجاري التنفسية بالضغط على جهة جبينه بقوة، ثم رفع فكه إلى الأعلى، حتى التأكد من أن التنفس طبيعي ومنتظم.