علامات الموت عند مريض الغيبوبة وأسبابها ودرجات الغيبوبة

علامات الموت عند مريض الغيبوبة من المهم التعرف عليها ومعرفة درجات هذه العلامات وهل تعني الموت المؤكد للمريض ومن ثم عدم جدوى وجود الأجهزة التي تساعده على البقاء، وقد يتعرض الإنسان للغيبوبة لفترات مختلفة حسب الحالة التي تسببت في دخوله فيها، وفي نتعرف على علامات الموت عند مريض الغيبوبة، كما نتعرف على أكثر أسباب الدخول في الغيبوبة انتشارًا، ودرجات الغيبوبة طبقًا لمقياس غلاسكو.

الغيبوبة

الغيبوبة هي عبارة عن حالة من حالات فقدان الوعي وعدم التجاوب مع المؤثرات المحيطة سواء كانت مؤثرات سمعية أو بصرية أو حسية، ويمكن القول أن الغيبوبة هي عبارة عن حالة من حالات النوم العميق التي لا يمكن الاستيقاظ منها بسهولة بسبب تضرر الدماغ أو موت أجزاء حيوية منه، والشخص المصاب بالغيبوبة يكون على قيد الحياة من الناحية الطبية والوظيفية، ففي كثير من الأحيان يعمل قلبه بشكل طبيعي والتنفس لديه يكون أيضًا طبيعي، ولكن في أحيان أخرى ومع تطور الغيبوبة وبقاء الشخص لفترات طويلة  فاقد للوعي يحتاج إلى أجهزة مساعدة لإبقاء الدماغ والقلب يعمل بشكل سليم.

والغيبوبة لا مدة محددة لها، فالأطباء يعجزون في كثير من الأحيان عن إفاقة المريض حتى يستفيق هو بنفسه، وفي بعض الحالات امتدت الغيبوبة لسنوات طويلة كانت أجهزة المريض فيها تعمل ولكن لا يمكنه الاستجابة لأي من حوله، ولكن في الكثير من حالات الغيبوبة يكون التعافي منها سريعًا طالما المريض لم يدخل في مرحلة الموت الدماغي.

علامات الموت عند مريض الغيبوبة

مريض الغيبوبة يمكنه أن يستيقظ في أي لحظة بدون مشكلات طالما لم يكن ثمة موت دماغي أو ضرر بالغ في الأجزاء الحيوية للرأس وخلايا الدماغ، ولكن في بعض الحالات تكون الغيبوبة مقدمة للموت ودليل على انقضاء الأجل، وفيما يلي نتعرف على علامات الموت عند مريض الغيبوبة:

  • المريض في الغيبوبة لا يستجيب أدنى استجابة عند لمسه أو قرص الجلد.
  • عين المريض لا تستجيب بشكل نهائي عند فتحها وتسليط الضوء عليها حال الغيبوبة.
  • عدم وجود حركات انعكاسية طبيعية يقوم الجسم بها لا إراديًا عند التعرض لمؤثر مفاجئ.
  • عدم تحرك عين المريض أسفل الجفون عند تحريك رأسه إلى اليمين أو اليسار.
  • التوقف عن التنفس إلا بمساعدة الأجهزة الطبية والتي في حال توقفها يموت المريض ويصاب بالفشل التنفسي.
  • عدم وجود نشاط دماغي تحت جهاز قياس نشاط الدماغ وهو ما يعني إصابة المريض بالسكتة الدماغية.
  • اضطراب كبير في حركة الهضم والأجهزة الداخلية للمريض وحيث لا يمكن إدخال الطعام إلى جسمه إلى عبر المحاليل والأنابيب الطبية.
  • الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم أو الانخفاض المفاجئ في الحرارة دون إنذار سابق.

شاهد أيضًا: مضاعفات مرض السكري وكيفية الوقاية منها

هل الغيبوبة تسبب الوفاة

ليس كل غيبوبة تسبب الوفاة إنما يتوقف الأمر على مدى عمق الغيبوبة والسبب الذي أدخل المريض في هذه الحالة، فهناك غيبوبة خفيفة يستفيق المريض منها بسرعة مثل غيبوبة السكر أو الغيبوبة التي تصيب الإنسان عند الصدمات والحوادث أو سماع الأخبار الحزينة المفاجئة، وفي الكثير من هذه الحالات لا تستمر الغيبوبة إلا فترة قصيرة قد لا تزيد عن الساعة ومن ثم يعود المريض وأجهزته الحيوية إلى سابق عملها.

ولكن في حالات أخرى قد تكون الغيبوبة قوية وتسب تلف كبير في أجهزة الإنسان الحيوية ومن ثم قد تكون في هذه الحالة سبب من أسباب الوفاة لا سيما إذا لم يتم التعجيل بوضع المريض تحت الرعاية الطبية العاجلة والمركزة.

أسباب حدوث الغيبوبة

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الدخول في الغيبوبة ومن هذه الأسباب ما يلي:[1]

  • السكتة الدماغية: تحدث السكتة الدماغية بسبب تمزق الأوعية الدموية في مخ الإنسان أو بسبب انسداد شريان رئيسي ومن ثم عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين والغذاء إلى خلايا المخ والدماغ فتصاب الأجزاء الحيوية منه بالسكتة أو الموت الدماغي.
  • الإصابات الدماغية: وهي الإصابات التي تحدث بسبب التعرض لحادث قوي يؤدي إلى ارتجاج عنيف في المخ أو حدوث نزيف داخلي في أغشية المخ.
  • الأورام السرطانية: الإصابة بسرطان المخ يؤدي في كثير من الحالات إلى الدخول في غيبوبة، كما أن الأورام الحميدة أيضًا تعتبر من أسباب الدخول في الغيبوبة بسبب تأثير هذه الأورام حسب حجمها على أجزاء المخ الحيوية.
  • مرض السكري: مريض السكر في كثير من الأحيان قد يتعرض لغيبوبة سكر بسبب الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم أو الانخفاض السريع له، وفي كثير من الأحيان يفيق المريض بعد فترة يسيرة ولكن قد يتطور الأمر إلى الوفاة في حالة إهمال ضبط السكر السريع في الجسم.
  • نقص الأكسجين: قد يدخل الشخص في الغيبوبة بسبب نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ وكثيرًا ما تحدث هذه الحالات للأشخاص الذين تعرضوا للغرق وتم إنقاذهم بعد توقف التنفس عدة دقائق، كذلك من أصيبوا بنوبات قلبية وتوقف القلب لفترة وجيزة قد يصابون بنفس الحالة.
  • الصرع: نوبات الصرع إذا كانت متكررة وطويلة الوقت قد تؤدي إلى دخول المريض في غيبوبة تطول، أو تقصر حسب الحالة.
  • العدوى: هناك بعض الأمراض المعدية والتي تصيب المخ والدماغ قد تؤدي إلى الدخول في الغيبوبة ومن هذه الحالات التهاب السحايا أو التهاب الحبل الشوكي.
  • الخمور والمواد الكحولية: قد تتسبب الخمور في دخول الشخص في حالة من فقدان الوعي والغيبوبة والتي قد تكون شديدة عندما تكون الخمور فاسدة أو شديدة السمية.

مضاعفات تنتج عن الغيبوبة

كون الغيبوبة لا تؤدي إلى الموت في الكثير من الأحيان لا يعني أن أنها لا تترك تأثيرات على المريض، ففي حالات الغيبوبة البسيطة التي لم تستمر لفترة طويلة لا يكون ثمة أضرار تذكر يشعر بها المريض بعد الإفاقة والعودة إلى الحياة الطبيعية، في حين أن الدخول في غيبوبة طويلة والحياة تحت الأجهزة الطبية المتخصصة قد يسبب أضرار بعد الإفاقة منها، فقد يصاب المريض بعد القيام من الغيبوبة بالتهابات في المسالك البولية، كما قد يصاب بجلطات في الساق بسبب قلة الحركة وضعف الدورة الدموية في الجسم، وفي أحيان أخرى قد يصاب الشخص بقرحة الفراش في حال كانت الغيبوبة لفترات طويلة، وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بمشكلات في الدماغ والأجزاء الحيوية منه تؤثر على أداء بعض أجهزة الجسم.

درجات الغيبوبة

درجات الغيبوبة يمكن التعرف عليها وقياسها طبقًا لمقياس غلاسكو وذلك كما يلي:

  • استجابة فتح العين: والتي يتدرج فيها المريض من الحالة الأقل للأقوى بحيث يمكنه فتح عينه عفويًا، أو يستجيب للصوت من حوله ومن ثم يفتح عينه، أو يفتح عينه إذا تعرض لمؤثر حسي مؤلم، والدرجة الأخيرة عدم فتح العين مطلقًا.
  • الاستجابة اللفظية: والتي تتدرج من الأقل للأعلى، فيمكنه التجاوب اللفظي مع المحيطين، أو يتحدث بدون انتظام وهو مرتبك، أو يتكلم بكلام غير مفهوم والمرحلة قبل الأخيرة هي إصدار صوت فقط مثل الأنين والتنهيد، وآخر مرحلة التوقف التام عن إصدار أي صوت.
  • ردود الأفعال الحركية: وتبدأ أقل الدرجات فيها باستجابة المريض للمؤثرات حوله، أو يمكنه الاستجابة والتفاعل مع الألم أو يمكنه تحريك أطرافه بصعوبة والحالة الأخيرة عدم الاستجابة النهائية لأي نوع من أنواع المؤثرات الحركية.

شاهد أيضًا: تجربتي في الشفاء من الضغط العالي

أنواع الغيبوبة

هناك العديد من أنواع الغيبوبة من الناحية الطبية والتي يمكن التعرف عليها فيما يلي:

  • الغيبوبة الاستقلابية: الاعتلال الدماغي أو الغيبوبة الاستقلابية هي من أكثر أنواع الغيبوبة انتشارًا، وفيها تصاب وظائف المخ بالضعف والوهن وهو ما يؤدي إلى دخول المريض في حالة من الهذيان والكلام غير المفهوم، وفي كثير من الأحيان يعود المريض إلى حالته الطبيعية بعد فترة وجيزة.
  • الحالة الإنباتية المستديمة: وهي حالة من حالات الغيبوبة القوية التي يكون المريض فيها غير قادر على الاستجابة للمؤثرات المحيطة وغير متفاعل مع الوسط المحيط مما يجعله أشبه بالنبات الذي ينمو ويبقى ولكنه لا يستجيب لباقي المؤثرات.

كيفية علاج الغيبوبة

علاج الغيبوبة في حد ذاتها غير ممكن، ولكن الأطباء يعملون على علاج السبب الذي أدى إلى الدخول في الغيبوبة وذلك كما يلي:[2]

  • إذا كانت الغيبوبة بسبب الاضطراب في نسبة السكر في الدم، فإن العلاج السريع يكون من خلال حقن الجلوكوز وتركيب التحاليل في الدم أو إعطاء المريض حقن من المضادات الحيوية السريعة.
  • الغيبوبة التي تكون بسبب أورام المخ يتم علاجها من خلال إعطاء المريض أدوية سريعة تعمل على تقليل ضغط الدم في الدماغ والذي يحدث بسبب هذه الأورام، والخطوة التالية استئصال تلك الأورام بعملية جراحية.
  • الغيبوبة التي تنتج عن نقص الأكسجين في الدم يكون علاجها عبر وضع المريض على أجهزة التنفس الصناعية لضمان وصول الأكسجين إلى الدماغ، كما يقوم الطبيب بتفقد مجرى الهواء للتأكد من عدم وجود موانع تحول بين المريض وبين التنفس بشكل طبيعي.
  • الدخول في الغيبوبة بسبب تناول المواد السامة أو الخمور يكون علاجها عبر عمل غسيل معوي سريع وتنظيف الجهاز الهضمي من المواد السامة وإعطاء المطهرات للمريض.

وبذلك نكون قد تعرفنا على علامات الموت عند مريض الغيبوبة، وتعرفنا على أسباب الغيبوبة والعوامل التي قد تؤدي إليها، بالإضافة إلى أنواع الغيبوبة، ومدى دور الغيبوبة في حدوث الوفاة والموت، كما تعرفنا على درجات الغيبوبة وكيفية علاجها من خلال علاج أسباب الدخول فيها.

المراجع

  1. ^
    mayoclinic.org , Coma , 08/05/2022
  2. ^
    mayoclinic.org , Coma , 08/05/2022