جدول المحتويات
حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور، فهناك العديد من البدع التي يقوم بها من يدعون الإسلام وأنهم على الدين الصحيح، وهذه البدع قد تعتبر من الكبائر وقد توصل الإنسان إلى مرحلة الشرك والعياذ بالله، ولذلك كان هناك العديد من النصوص الشرعية في هذه المسائل، مثل مسألة الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية وحكمها في أكثر من رأي وموضع.
معنى الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور
الغلو في الصالحين المراد به هو الرفع من منزلة الصالحين إلى حد أكثر من اللازم بحيث قد تنزل حد التقديس، فالقداسة والتقديس هو من الأمور التي تجعل الناس يحيدون عن عبادة الله الصحيحة وتقديس الصالحين على حساب الملك القدوس وهو الله عز وجل، أما بناء القباب على القبور فالمقصود بها تزيين القبور وجعلها أضرحة الصالحين حيث تأتي الناس لزيارتهم والتبرك بهم، فيصبح الناس بذلك كمن يعبدون الأصنام أو الإنسان والعياذ بالله.
شاهد أيضًا: حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل
حكم الغلو في الصالحين
إن حكم الغلو في الصالحين محرم شرعاً، وذلك استناداً على قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ}[1]، وأما عن دليل ذلك في السنة النبوية الشريفة، فقد كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من أحرص الناس على عدم غلو الناس في مدح الصالحين، وأول ما نهى عنه هو مدحه بالرغم من أنه من خير خلق الله، وفي ذلك قال: {لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ}[2].
حكم بناء القباب على القبور
إن حكم بناء القباب على القبور محرم شرعاً، حيث أن ما يتم رؤيته من غلو في تعظيم الصالحين وبناء القبور هو من أكبر بوادر الشرك التي كان عليها أهل الجاهلية في ما مضى، وقد دأب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على نهي المسلمين من ذلك حتى لا يعودوا إلى الجاهلية والكفر، وفي دليل ذلك في السنة النبوية الشريفة، نذكر ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيما نهي عنه حضرة المصطفى عن هذه العادة التي تؤدي للشرك والعودة للجاهلية والتشبه بالنصارى واليهود، إذ قال: {لعنَ اللَّهُ اليَهودَ والنَّصارى اتَّخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ ألا فلا تتَّخذوا القبورَ مساجدَ فإنِّي أنْهاكم عن ذلِكَ}[3].
شاهد أيضًا: حكم من لم يضحي وهو قادر
حكم الغلو في الصالحين إسلام ويب
في ما جاء في الفتوى المنشورة على موقع إسلام ويب، حول حكم الغلو في الصالحين، نذكر الآتي:[4]
ولما كان الشرك بالله عز وجل بهذه الخطورة حذّر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما يوصل إليه ويؤدي للوقوع فيه من وسائل وأسباب.. والأسباب والوسائل التي تؤدي إلى الشرك بالله عز وجل وتوقع فيه كثيرة، ومن أعظمها وأخطرها: الغلو في الصالحين.
حكم بناء القباب على القبور إسلام ويب
في ما جاء في الفتوى رقم 33304 على موقع إسلام ويب، حول حكم بناء القباب على القبور، نذكر الآتي:[5]
فلا يشرع البناء على القبور مطلقاً سواء كان البناء بآجر أو غيره لما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه.
شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر هيئة كبار العلماء
مثال على الغلو في القول والعمل
ينطوي الغلو في الصالحين على عدة أشكال، ونذكر منها:
- المبالغة في مدح الصالحين إلى حد التعظيم والتقديس.
- نقل الأحاديث الباطلة عن الصالحين بحيث يظهرون على أنهم يمتلكون المعجزات.
- تصويرهم أو تجسيدهم في تماثيل فيعود بذلك الناس كمن عبدوا الأصنام في الجاهلية.
- الإعتقاد بأنهم يملكون القدرة على تغيير مصائر الناس.
- مناجاتهم وطلب العون منهم والعياذ بالله، في حين الطلب من القادر على كل شيء فقط، وهو الله عز وجل.
- أخذ المرضى والمشلولين إلى أضرحة الصالحين حتى يشفوهم.
- تقديم النذور لهم والأضاحي لطلب حاجة ما.
ما ينبغي فعله لعدم الوقوع في الغلو في الصالحين
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للمسلم أن يقوم بها لعدم الوقوع في الغلو، ولكن خير ما يقوم به المسلمين لتفادي ذلك هو العودة دائماً إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وفقط ذلك، فنحن كمسلمين لا مصدر لنا سوى هذين المصدرين ليكوا مصدر الحكمة والسكينة وكل ما هو صحيح في الحياة الدنيا والآخرة، ولذلك، يجب أن يبتعد المسلمين عن كل ما يخالف هذين المصدرين وأن يقتصر التقديس على الله عز وجل فقط، ولا يجوز الغلو في تقديس أي مخلوق في الدنيا أو حتى الإطراء عليه.
شاهد أيضًا: حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية
في أي قوم بدأ الغلو في الصالحين وعبادتهم
إن الغلو في الصالحين وعبادتهم بدأ في قوم سيدنا نوح عليه السلام الذين يقال إنهم وجدوا في جنوب العراق نحو الكوفة، فقد استمر نبي الله في هدايتهم نحو عشرة قرون، وفي دليل ذلك ما ذكر في كتاب الله الحكيم قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[6]، حيث كانوا من عباد الله الصالحين ولهم أتباع، ولما ماتوا، غلو في تصويرهم حتى يتشوقوا في عبادتهم فكانوا بذلك من الضالين.
بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول، كما ذكرنا أمثلة على ذلك وذكرنا كيفية تجنب الوقوع فيها ومن هم أول من قام بالغلو من الأقوام.
المراجع
- ^
سورة المائدة , الآية 77 - ^
صحيح البخاري , عمر بن الخطاب، البخاري، 3445، صحيح - ^
مجموع الفتاوى , عائشة أم المؤمنين، ابن تيمية، 27/34، صحيح - ^
islamweb.net , الغُلو في الصالحين مِنْ أعظم أسباب الشرك بالله , 09/05/2022 - ^
islamweb.net , لا يشرع البناء على القبور مطلقا , 09/05/2022 - ^
سورة نوح , الآية 23