| «مطراوي» عايش على حصيرة مع ابنته.. كان سباك بريمو وفقد بصره

رفض الزواج منذ وفاة شريكة حياته قبل 10 سنوات، واستمر في عمله «سباك» يحاول توفير احتياجات أبناءه «ولدين وبنت»، يتنقل بحقيبة العدة يصلح أعطال الحمامات، ويعيش راض بحاله، إلى أن تعرض لجلطة مفاجأة أفقدته نظره وغيرت حياته، وجعلته طريح «حصيرة» يعيش عليها مع طفلته بلا مصدر للرزق أو أي مقومات تعينه على الحياة.

فقدان بصر مفاجيء

«مكنتش محتاج أي حاجة من حد»، بهذه الكلمات بدأ مطراوي أبو زيد، حديثه واصفا حاله قبل تعرضه لجلطة مفاجأة في المخ فقد على إثرها بصره منذ أكثر من عام: «صرفت كل اللي حيلتي حتى عفش بيتي وللأسف مفيش علاج لحالتي» بحسب ما ذكره الأطباء له، ليتحول أمره إلى عاجز على «حصيرة» ينام عليها في حضن طفلته داخل سكن بسيط بمنطقة القلج التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية.

الإعاقة المفاجئة التي تعرض لها «مطراوي» صاحب الـ51 عاما، وفقدانه لبصره جعله عبء على أهله، وتركوه وحيدًا لابنته «آية» التي تراعيه وترفض الخروج من المنزل لخدمته، بحسب حديثه مع «»، حتى أن له «ولدين» غير قادرين على التكفل به أو الإنفاق عليه، تركاه لشقيقتهم الصغرى: «لسه صغيرين هيعملوا إيه.. كل واحد فيهم بيحاول يصرف على نفسه من أي شغل».

«مطراوي» يعيش على مساعدة جيرانه

يعيش «مطراوي» مع ابنته في سكن بالإيجار يدفعه من مساعدات أهل المنطقة، إلا أنه أصبح مهددًا بالطرد بسبب عدم قدرته على دفع إيجار الشهر الأخير: «جيراني اللي بيقدروا عليه بيعملوه.. حد يبعتلي طبق طبيخ وشوية عيش أو اللي فيه النصيب»، خاصة بعد تخلي عائلته عنه بعد فقدانه البصر، إلا أنه ما زال راضيا بقضاء الله وقدره.

لا يحلم صاحب الـ51 عاما بشيء سوى الاطمئنان على ابنته: «مبهدلها معايا وهى لسه صغيرة.. نفسي اتطمن على أكلها وشربها ولبسها»، بينما تحلم الطفلة أن تصبح فنانة في المستقبل، وتعمل مع النجم محمد رمضان، الذي تحبه وتتابع جميع أعماله، إلا أن أحلامها المشروعة أصبحت بعيدة التحقق بعدة إعاقة والدها، وبقاءها بجانبه طوال اليوم على «حصيرة» النوم.