| أغانٍ بلغة الإشارة.. طريقة «ميرنا» لإسعاد الصم والبكم: من حقهم يفرحوا

مشاركة الجلوس والمسامرة هما من أهم احتياجات الإنسان النفسية، ولذلك فإن غيابهما يعتبر مؤذيًا إلى حدٍ كبير، ويعتبر أصحاب الهمم أكثر من يعانون من تلك المشكلة، وخاصة فئة الصم والبكم؛ إذ نادرًا ما يكون هناك من يجيد الحديث معهم ويشاركهم الجلوس لوقت كافٍ، وهو ما أثار مشاعر التعاطف داخل قلب ميرنا وائل، ابنة محافظة الإسكندرية، ودفعها إلى تعلم لغة الإشارة لتقضي وقتًا طويلًا مع أصحاب هذه الفئة لتشعرهم بالدفء والأهمية، بل وأنشأت قناة على «يوتيوب» وبدأت تعلمها لكل متابعيها.

زيارة «ميرنا» لأطفال ذوي الهمم في المدرسة

روت «ميرنا»، صاحبة الـ21 عامًا، خلال حديثها لـ«»، أن والدها يعمل في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال وبها قسم داخلي يجلس فيه هؤلاء معظم أوقاتهم، مضيفة أن المدرسة تضم فئات مختلفة من ذوي الهمم من بينها الصم والبكم، وأنها استأذنت من إدارة المدرسة كي تذهب لهم في زيارات أسبوعية كي تشاركهم الجلوس وتخلق معهم جوًا من السعادة على الرغم من عدم معرفتها للغة الإشارة: «كنت بقعد معاهم نلعب ونقضي وقت حلو مع بعض.. والأطفال اللي من فئة الصم والبكم مكنتش افهم عايزين يقولوا أيه فكنت بحاول أفهم ريأكشنات وشهم أو أكتفي بالقعدة معاهم».

ظلَّت «ميرنا»، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم التاريخ، تتردد في زيارات أسبوعية على هؤلاء الأطفال، إلا أنها في إحدى المرات التي كانت تشاركهم فيها الجلوس، رأت موقفًا لطفلة من فئة الصم والبكم، وهو ما كان سببًا في أن تنوي تعلُّم لغة الإشارة: «شفت بنوتة وهي بتلعب مع باقي الأطفال كانت بتحاول تشرح لهم حاجة بس هما مش فاهمينها ومش عارفين هي عايزة أيه لأن كان في إعاقات مختلفة مش صم وبكم بس.. وقتها صعبت عليا جدًا وفكرت لو الطفلة دي كان في حاجة تعباها وعايزة تعبر عنها هتعمل أيه؟!»، وأنها بدأت من حينها في البحث والتردد على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، بالإضافة إلى التواصل مع معلمي المدرسة لتتعلم لغة الإشارة.

تصوير أغاني مبهجة بلغة الإشارة

ولشغفها الشديد؛ تمكنت «ميرنا» من إتقان لغة الإشارة خلال 4 أشهر فقط، وكانت نهايتها هي بداية دخول جائحة كورونا إلى مصر وحصدها لأرواح الكثيرين كل يوم، وما تبع ذلك من مشاعر سلبية عميقة تملكت قلوب الجميع، ما دفعها إلى تصوير بعض الأغاني المبهجة بلغة الإشارة كي يستمتع بها أبناء هذه الفئة وتبث داخلهم مشاعر التفاؤل والإطمئنان: «هما أكيد كانوا خايفين ونفسيتهم تعبانة زينا ومكانوش لاقين اللي يخفف عنهم، علشان كده بدأت أصور أغاني وأستغل حبي للغناء والتمثيل وأقدملهم الحاجات دي بلغة الإشارة»، وأنها كانت تنشر هذه الفيديوهات عبر قناتها على «يوتيوب»، التي استعملتها أيضًا في تعليم لغة الإشارة للمتابعين.

لم يكن إجادة لغة الإشارة، والتعامل مع أصحاب فئة الصم والبكم بسهولة، هو آخر ما أدخل السعادة إلى قلب الفتاة العشرينية؛ إذ أن إدارة المدرسة والقائمين على رعايتها، لاحظوا إتقانها للَّغة وحبها للتعامل مع هؤلاء الأطفال، لذا قرروا أن يفتتحوا في المستقبل القريب أول قسم بالمدرسة متخصص لفئة الصم والبكم فقط، ويولوا إليها مهمة إدارته: «القائمين على رعاية المدرسة دي ناس من السويد، والحمد لله مبسوطة جدًا أني هكون أصغر حد يدير مدرسة لتعليم الصم والبكم»، وفقًا لـ«ميرنا».