وقفت صامدة في مكانها، تتابع عن كثب ما يحدث بالقرب منها، وما هي إلا ثوانِ معدودة، حتى أعلنت بصرختها الأخيرة استشهادها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين؛ لينتفض العالم بأكمله لرحيلها وتصبح شيرين أبو عاقلة في لحظة واحدة، أيقونة جديدة في مواجهة الاحتلال، ويُخلد اسمها بحروف من نور بين العائلات الفلسطينية والعالم بأكمله.
شيرين أبو عاقلة، ظهرت في لحظاتها الأخيرة في لقطات هزت مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانت الصحفية الراحلة مرتدية درعها الواقي للرصاص والمدون عليه كلمة «press»، وذلك أثناء استعدادها للبدء في التغطية الصحفية لعملية اقتحام قوات الاحتلال، لتمر الساعات وتظهر مولودة جديدة بملابس بيضاء حاملة نفس الحروف إيمانًا من عائلتها بالقضية الفلسطينية وتخليدًا لاسم «شيرين».
أول تعليق من فلسطيني أطلق على مولودته اسم شيرين أبو عاقلة
جمال عمران، والد الطفلة شيرين، قرر أن يطلق على صغيرته اسم الشهيدة الفلسطينية في لحظة فاصلة دون تفكير، راويا لـ «»: «اليوم جاءت ابنتي للدنيا بالتزامن مع استشهاد شيرين أبو عاقلة فكانت الفكرة وليدة اللحظة قررنا نسميها تيمنا بالراحلة على إنجازاتها للشعب الفلسطيني، ونقل وجعهم للعالم».
أما عن الملابس التي ارتدتها الصغيرة وحملت كلمة الصحافة، أوضح والدها: «كانت الطباعة سريعة وكان له صدى والجميع شكرنا على هذا التصرف».
«شيرين تولد من جديد».. كلمات وجيزة أعلن بها الفلسطيني عبدالله عمران، عبر حسابه الشخصي بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ميلاد ابنة شقيقه، التي أطلق عليها اسم شيرين جمال حربي أبو عمران، مدونًا: «فقدنا اليوم شيرين ورزقنا الله شيرين.. سمع العالم همومنا وقضيتنا وتضحياتنا بصوت شيرين أبو عاقلة».
والد الطفلة: ستولد كل يوم ألف شيرين
واستكمل عم المولودة الفلسطينية كلماته: «لن يسقط درعك ولن يسكت صوتك.. ذهبت شيرين اليوم شهيدة كريمة إلى جوار ربها، وولدت اليوم شيرين، وستولد كل يوم ألف شيرين ليكملن مسيرتها المباركة.. الحمد لله الذي رزق أخي جمال بطفلته شيرين هذا اليوم».
وتمنى عم الطفلة التي لم يتجاوز عمرها ساعات، أن تصبح الصغيرة إعلامية مرموقة وصوت حق للقضية الفلسطينية.
وتعد شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وقضت نحو 25 عامًا في تغطية الحروب واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.