ترجّلت صباح اليوم عن صهوة جوادها الاعلامي الصحفية المبدعة المثابرة الشجاعة الرقيقة شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، لحظات بعد وصولها ومجموعة من الصحفيين إلى مخيم جنين لتغطية اقتحام جنود الاحتلال للمخيّم الصامد.
كانت شيرين أبو عاقلة واضحة المعالم واللباس الصحفي المميز الممهورة سترته بكلمة صحافة بالعربية والانجليزية، تعتمر أيضا الخوذة الصحفية البادية للعيان من مسافة طويلة. صحافيّة واضحة.
كما أن كافة الدلائل والاثباتات وشهادات شهود العيان أكّدت بأنه لم يكن بالموقع أيّ اطلاق نار من مسلّحين فلسطينيين ولا حتى تواجد لهم.
لكن ما جرى أن جنود الاحتلال المتعصبين المتغطرسين تعمّدوا “قصر النظر”، وأطلقوا الرصاص عمدا وقصدا ومباشرة دون تردّد ودون أي داع أو مبرّر فورا على شيرين أبو عاقلة بعد ترجّلها من السيارة، فسقطت شهيدة وهي تؤدّى عملها الصحفي الاعلامي بكل مهنيّة وشجاعة وتفان.
نعتها قناة الجزيرة القطرية في بيان مطوّل حمّلت فيه بحق المسؤليّة كاملة لجنود الاحتلال على هذا القتل المتعمد بدم بارد، على هذا الاستهداف والاغتيال المقصود وربما المُبيّت!!!!!
واضح أنه لا حصانة للشعب الفلسطيني أمام آلة القتل الاسرائيلية الجهنّمية، لا حصانة لطفل ولا لشيخ ولا لامرأة، لا حصانة لصحفي ولا لاعلامي ولا لبروفيسور جامعي ولا لطبيب ولا لمسعف ولا “لطفل رضيع صغير مقمّط بالسرير”.
الكل مستهدف كونه فلسطينيّا.
منذ انضمامها لقناة الجزيرة في أواخر التسعينيّات أظهرت الفارسة شيرين أبو عاقلة براعة في عملها كمراسلة، وكانت من رعيل مراسلي الجزيرة الأوائل، إلى جانب وليد العمري وجيفارا البديري.
كنت أراقبها منذ بداية عملها في الجزيرة وهي تقوم ببثّ رسائلها المصوّرة إلى مقر القناة، من مختلف المناطق في فلسطين وفي كل الظروف.
لبقة مثابرة دمثة، … والحقيقة أنني كنت أراها أحيانا رقيقة جدا على مثل هذه المهنة التي من الممكن أن تتعرّض من خلالها للخطر والضرر وهذا ما حصل صباح اليوم في مخيّم جنين، فقد سقطت شيرين شهيدة مدرجة بدمائها في مخيّم جنين، في سبيل عملها ومهنتها وتفانيها في نقل الحقيقة وفضح الممارسات والاعتداءات الاحتلالية، وفي سبيل شعبها…،لم لا؟؟ فشيرين فرد من هذا الشعب الفلسطيني المكافح المظلوم، يتعرّض للقمع صبح مساء، صيف شتاء.
رصاصة اسرائيليّة غادرة أودت بحياة صحفية مبدعة بديعة شجاعة مثابرة عالية المهنية وعالية التهذيب ودماثة الخلق.
رحم الله شيرين أبو عاقلة رحمة واسعة وأسكنها فسيح جنّاته، والهم أهلها وذويها ومحبّيها وزملائها والشعب الفلسطيني الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
شلّت يمين الجندي الاحتلالي مطلق النار الغادرة عليها.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0