«مُلهمة ذوي الهمم».. هكذا لُقبت الفتاة العشرينية «نعمة» ابنة محافظة كفر الشيخ، فرغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة لولادتها مبتورة الساقين، إلا أنّها نجحت في استكمال دراستها الجامعية، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وتنقلت بين عدة مهن مختلفة، حاولت بها إثبات ذاتها، إلى جانب تحفيزها وتشجيعها المستمر لذوي الهمم.
معاناة «نعمة» مع التنمر
حياة مليئة بالصعوبات والتحديات عاشتها نعمة سعيد، صاحبة الـ25 عامًا، بعد ولادتها مبتورة الساقين، بحسب حديثها لـ«»، ما جعلها تعاني من نظرات وعبارات التنمر يوميا من المحيطين بها، خاصة أقرانها في المدرسة ومعلميها أحيانا، إلا أنّها اتخذت من كل ذلك سببًا ودافعًا لنجاحها أكثر، وإثبات أنّها لا تقل شيئًا عن غيرها بل وربما تزيد: «والدي ووالدتي كانوا خايفين عليا وحاولوا يخلوني أكتفي بشهادة الثانوية العامة، لكن أنا أصريت أكمل وفعلًا دخلت كلية دراسات إسلامية في جامعة الأزهر بدمنهور».
لم تكتفِ ابنة محافظة كفر الشيخ بالحصول على الشهادة الجامعية، بل نالت درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الكلية المَلكية البريطانية «أونلاين»، بعدما رفض والداها مقترحا بأن تباشر دراستها للماجستير في جامعة القاهرة خوفًا عليها من السفر المتكرر: «التعليم بالنسبة لي مش حاجة ترفيهية، دايما بحاول أزود مهاراتي وأجهز نفسي للشغل ولسوق العمل»، كما تتقن أيضًا مهارات استخدام الكمبيوتر، ما مكنها من العمل في عدة مهن مختلفة مثل التدريس أو «الكول سنتر»، إلى جانب مشاركاتها التطوعية في بعض الكيانات والمنصات مثل Tedx، وFree Courses.
«نعمة»: واثقة إن ربنا مش هيخذلني
«فاقد الشيء هو أكثر من يعطيه».. قالتها «نعمة»، بابتسامة هادئة ونبرة مُطمئنة في نهاية حديثها، موضحة أنّها دائمًا تحاول تحفيز كل من حولها، خاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وتشجيعهم على العمل والنجاح وعدم الاستسلام أو تصديق نظرات من حولهم، ولهذا السبب سُميت بـ«فتاة المستحيل» و«مُلهمة ذوي الهمم».
تأمل الفتاة العشرينية في امتلاك كارت الخدمات المتكاملة، وتركيب أطراف صناعية، بينما الأمنية والحلم الأكبر لها، الحصول على عمل يناسب كل ما بذلته من مجهود، كي لا تشعر بأنّ تعبها ذهب هباءً: «عملت اللي عليا ولسه هكمل وواثقة إن ربنا مش هيخذلني».