| 114 عاما على إنشاء كلية الفنون الجميلة.. «من درب الجماميز للزمالك»

قبل 114 عامًا، وُضع الحجر الأولى لواحدة من الكليات المهمة بالبلاد، التي أضفت لونًا جديدًا وشكلت جانبًا فنيًا بالحياة، لتمر كلية الفنون الجميلة، بعدة مراحل وتتنقل بين عدة مواقع لتستقر في مقرها الحالي بحي الزمالك، ففي مثل هذا اليوم من عام 1908، أنشأ الأمير يوسف كمال مدرسة الفنون الجميلة المصرية في سراي يمتلكها، وكانت تقع آنذاك بين شارع الخليج المصري في الغرب ودرب الجماميز في الشرق، ومدخلها برقم 26 الذي يوجد حاليا في وسط شارع بورسعيد، شمال شرق مسجد كريم الدين الخلوتي وشمال غرب تكية السلطان محمود.

اقرأ أيضا: يوسف كمال مؤسس مدرسة الفنون الجميلة.. تخلى عن لقب «الأمير» واستبدله بـ«مزارع مصري» 

بدأت المدرسة في استقبال الطلاب باليوم الثاني لافتتاحها، وعقد امتحان القبول ووقع الاختيار على ذوي المواهب الفنية التي أدهشت أساتذتهم الأجانب، وكان الفنان الكبير محمود مختار، صاحب التمثال الشهير «نهضة مصر» هو الطالب رقم 1 الذي يتقدم للالتحاق بالمدرسة.

تطور مدرسة الفنون الجميلة

في 10 مارس 1923، تم نقل مدرسة الفنون الجميلة إلى رقم 2 بالدرب الجديد المتفرع من ميدان السيدة زينب، ثم بأول أكتوبر لعام 1919، دشنت وزارة المعارف العمومية مدرسة حكومية باسم مدرسة الفنون والزخارف في سراي اللواء محمد فاضل باشا، التي تتواجد برقم 2 شارع بيبرس ناصية شارع الجودية التابع لقسم الدرب الأحمر واستمرت في مكانها حتى عام 1927.

ووفقا لكتاب «الأصول التاريخية لمؤسسات الدولة والمرافق العامة بمدينة القاهرة» الصادر عن دار المعارف للكاتب فتحي حافظ الحديدي، أنشأت وزارة المعارف العمومية مدرسة للفنون الجميلة في رقم 14 شارع خلاط بشبرا، لتتكون من قسمين، الأول تحضيري لأي مدرسة ثانوية وقد نقل إليها طلبة مدرسة الفنون، أما الثاني فهو مدرسة عليا، وفتحت أبوابها للدراسة في 21 يناير 1928.

نقل مدرسة الفنون لحي الزمالك

لم تستقر مدرسة الفنون حتى ذلك الوقت في مكانها الحالي، لتشهد رحلة جديدة بمراحلها، إذ أنه في 30 أغسطس 1931، نُقلت بقسميها التحضيري والعالي إلى سراي الأمير محمد على حسن رقم 91 شارع الجيزة جنوب كوبري الجلاء، ثم أوقف قبول طلبة جدد بالمدرسة التحضيرية على أن تستمد المدرسة العليا للفنون طلبتها من خريجي الثانوية العامة.

عقب ذلك، وتحديدا في أغسطس 1934، تم نقل مدرسة الفنون العليا من مكانها السابق إلى مكانها الحالي، لتستقر أخيرا في رقم 8 شارع إسماعيل محمد بحي الزمالك، وذلك من خلال تبادل الأماكن مع مدرسة الأميرة فوزية الثانوية بنات، وفي عام 1953 قرر عميد الأدب الدكتور طه حسين إهداء فيلته بالزمالك لتضم إلى الكلية بمبنى آخر، لتشهد تخريج العديد من الطلاب والفنانين البارزين بتاريخ البلاد.