«اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان.. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع.. لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم»، رسالة حملتها بإخلاص الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة منذ عملها في التغطية الميدانية للقضية الفلسطينية، وحاربت من أجلها طوال مسيرتها المهنية، رغم أن الموت فيها كان على مسافة قريبة لم يخيفها، حتى استشهدت صباح أمس الأربعاء أثناء تأديتها عملها لترحل مرتدية سترة الصحافة.
شيرين أبو عاقلة «شهيدة الصحافة العربية»
«شهيدة الصحافة العربية».. هكذا أصبحت سيرة شيرين أبو عاقلة خالدة بين ليلة وضحاها، لذا تحولت إلى موضوع محاضرة في كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، إذ قررت الدكتورة حنان الجندي، تأبين زميلتها في المهنة، وتوعية طلاب صحافة بمادة «السلامة المهنة للصحفيين».
محاضرة لتأبين شيرين أبو عاقلة، تكريمًا لدورها المهني والإنساني، ولمسيرتها العظيمة في تقديم قضية فلسطين للعالم، حسبما ذكرت «الجندي» في حديثها مع «»، وكذلك لتوعية لطلاب صحافة: «مينفعش يكونوا بعيد عن اللي بيحصل وعن القضايا الأساسية»، لذا وجب تعريفهم بأدوات الحماية والتدابير الاحترازية للصحفي لحمايته في التغطية الميدانية خاصة في مناطق الحروب.
أدوات الحماية في التغطية الميدانية
شيرين أبو عاقلة كانت ترتدي أدوات الحماية «خوزة وفيست» والشارة الدولية المٌتفق عليها، والتزمت بمنطقة وقوفها لنقل التغطية، بحسب «الجندي»، إلا أن اغتيالها جاء عمديًا لإبطال روحها وقضيتها الفلسطينية، وهو ما تساءل عنه الطلاب في المحاضرة: «كانوا مستاءين وعندهم أسئلة كتير.. ليه القوانين مبتحميش الصحفيين الميدانيين في الحروب».
«الجندي»: هتطلع 1000 شيرين تاني
إجابات «الجندي» على طلابها جاءت من خلال خبرتها العلمية والعملية في «السلامة المهنة للصحفيين»، موضحة لهم أسباب عدم الالتزام بالقوانين الدولية من قبل الاحتلال في الأراضي الفلسطينية: «بلطجة.. ولو راحت شيرين هتطلع 1000 شيرين»، بينما كان السؤال الأكثر تعقيدًا على الدكتورة خلال محاضرتها: «ليه شيرين قررت تكمل شغلها الميداني رغم كل المخاطر اللي شافتها؟»، وهو ما أجابت عنه بأنها كانت تملك عقيدة قتالية صحفية حملت من خلالها هموم القضية الفلسطينية.
وتلقت المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، رصاصة في الرأس، صباح أمس الأربعاء، خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين.