| «رأس كبير وجسد صغير».. مرض نادر يغير شكل «حاتم» ويعرضه للتنمر: نفسي أخف

ظروف صحية صعبة يعاني منها الشاب العشريني حاتم نبيل، نتيجة ولادته بمرض نادر، أدى إلى حدوث تغيرات شديدة في هيئته؛ إذ يمتلك رأسًا كبيرًا لا يتناسب مع باقي جسده، بالإضافة إلى معاناته من تلعثم شديد في الكلام، ما جعله يقضي معظم وقته منزويًا هاربًا من نظرات التعاطف أو التنمر التي يتلقاها من المحيطين به وخاصة الأطفال. 

لم تتوقف معاناة «حاتم» عند ظروفه الصحية، وإنما تفاقمت جدًا نتيجة لوفاة والده منذ ما يقرب من 15 عامًا وتولت جدته لأبيه رعايته وشقيقه، والتي تقتات على معاش زوجها ولا تمتلك مصدرا للدخل غيره: «أبوه مات وسابهولي هو وأخوه، ولما أمهم أتجوزت خدتهم ربيتهم عندي»، هكذا روت السيدة المسنة خلال حديثها في بث مباشر لـ«».

12 عملية جراحية أجراها «حاتم» خلال حياته

قرابة الـ12 عملية جراحية احتاج «حاتم» أن يجريها على مدار حياته العشرينية، والتي لم يساهم جميعها عن محاولات مساعدته على التأقلم مع إصابته وتقليل نسبة تدهور الحالة، والتي ازدادت سوءًا بعد تعرضه لحادث وكأن القدر يريد أن يختبر مخزونه من الصبر: «في عربية نقل داست عليه زمان وجلده اتبهدل خالص وطلعنا نجري بيه على المستوصف وهناك حولونا على القصر العيني قسم الجروح»، وفقًا للجدة.

وهو نفس ما رواه «محمد»، الشقيق الأصغر لـ«حاتم»، خلال حديثه لـ«»، موضحًا أن أخيه لا يستطيع أن يحيا كباقي أقرانه نتيجة لظروفه الصحية التي يعاني منها، وأنهم ترددوا كثيرًا على الأطباء والمستشفيات؛ أملًا في إيجاد حلًا لأزمته الصحية، إلا أنهم في كل مرة يعودون فاقدين الأمل، ما دفعهم في النهاية إلى أن يفضلوا الصمت: «ركبنا له جهاز في دماغه، بس ده بيعمله دوخة شديدة أحيانًا لأننا المفروض نروح نتابع كل فترة في المستشفى، بس إحنا بقالنا فترة كبيرة مش بنتابع لان الكارت اللي بنتابع بيه ضاع».

«حاتم»: نفسي في سرير أنام عليه

لم يدخر الأخ الأصغر جهدًا لتخفيف العبء عن شقيقه المريض، لذا عمل في مهن مختلفة غير ثابته محاولًا أن يجني منها ما يكفي لرعاية أسرته الصغيرة، إلا أن مصاريف علاج أخيه كانت أكبر من أن يتولاها الصغير في ظل عمله باليومية: «نفسنا في عمل ثابت علشان نقدر نصرف منه على نفسنا وعلى علاج أخويا». 

خلال سماع «حاتم» للحديث الدائر حوله عن حالته المرضية، تدخل فجأة بقلب طفل صغير ليفصح عن أمنيته البسيطة التي من أكبر أحلامه: «نفسي في سرير أنام عليه»، داعيًا الله عزوجل أن يحققها له ويمنحه الشفاء.