واغتصابٌ جديدٌ للشرف العربي على أرضِ جِنين!

كتب د. عبد الحميد فجر سلوم:

نعم أنا قوميٌ وعروبيٌ حتى النُخاع.. وعلمانيٌ حتى الجَمَام.. ولكن أكرهُكم يا بني قومي لأنّكم تعشقون المذلّة والمهانة..
لا أحترمكم لأنكم لا تعرفون معاني العزة والمجد والإباء..
أحتقركُم لأنكم رضيتُم لأنفسكم الاحتقار من عدوٍّ اذلّكم ويُذلّكم كل يوم.. وكلما زادكم إذلالا ازددتم خنوعا وانبطاحا وارتماء بين أحضانهِ وأمام أقدامهِ..
وكُلما أهان مقدساتكم وقِيَمِكُم وسَخِرَ من بلدانكم ومُناسباتكم وأوطانكم.. تسارعتُم لتهنئتهِ بأعيادهِ ومناسباتهِ واحتفالاتهِ التي يُقيمها على أشلاء ودماء بني جلدتكم من أهلِ فلسطين.. وأهل الجولان.. وأبناء مصر وسورية ولبنان والأردن..
وكلما ازداد تعنُّتا وإرهابا.. ازددتُم ليونةً وسلاما..
**
بضعةُ ملايينٍ من شُذّاذِ الآفاق، كما تعلّمنا في كتب التاريخ، يهزمون أمّة تزيدُ عن 400 مليون كائن حي محسوبين على بني البشر..
دولةٌ لا تعادلُ مساحتها مساحةُ محافظةٍ صغيرةٍ في بُلدانكم تتحدّاكُم.. تتعدّى عليكم.. وأنتم عددكم اثنانِ وعشرون دولة، وتشغلون مساحة تزيدُ عن أربعة عشر مليون كيلو متر مربع.. تُسمّى الوطن العربي..
شعوبٌ تبكيها إسرائيل دموعا ودما.. وحُكّاما وعربا ومسلمون يملؤون الدنيا ضجيجا وصُراخا ووعيدا وتهديدا وشكاوى حيلتِهم وضعفِهم للعالم، وإسرائيلُ تسخرُ وتسخرُ.. وتقتلُ وتقتلُ.. وتغتالُ وتغتالُ.. وتقصفُ وتقصفُ.. ولا تُبالي بكل صراخِكم وضجيجكم وشكاويكم ووعيدكم وتهديدكم..
أمَا تعلّمتُم بعد، أنّه لا يفلُّ الحديد إلا الحديد؟؟!!..
فماذا ينقصكم حتى قبِلتم أن تكونوا تَنَكا صدِئا مهترئا؟!..
كُلُّكم قبضاياتٌ على بعضٍ داخل بُلدانكم.. فلماذا أنتم أرانبَ خارجها وأمام الأعداء؟!..
هل لأنّ الرجولةَ نُزِعَت وبقيت الذكورةُ فقط، وشتّان بين الرجولة والذكورة!!..
كلُّ أنواعِ وأشكالِ المخلوقات غير البشرية لديها ذكورٌ: الطيور.. البهائم.. الوحوش.. الزواحف.. ولكن خصوصيةُ الرجولة اقتصرت على بني البشر.. فلماذا افتقدتم هذه الخصوصية وأصبحتم مجرّد ذكورٍ فقط؟!.
هل خُصِيتم؟. من خصاكُم حتى اصبحتم ذكورا بلا رجولة؟.
**
شيرين أبو عاقلة:
أيتها الشهيدةُ البطلة.. يا من تُعادلين آلاف الذكور ممن يصفون أنفسهم برجالِ العرب.. لم يغتالوكِ لِوحدِك برصاص الغدر.. بل اغتالوا من خلالك الشرف العربي.. والرجولةُ العربية.. والكرامة العربية.. والتي شرِبوا آخر رشفةٍ منها في مسرحية “كاسك يا وطن” ..
اليدُ الغادرةُ التي اغتالتكِ كانت أجبنُ من أن تقف أمامكِ وتواجهكِ.. لأنها تعرفُ أنكِ ما زُلتِ من البقية الباقيةِ في هذه الأمة التي أبتْ أن ترشف ما تبقّى من كرامة الأمة..
**
كأنني كنتُ اسمعُ رجفات قلبكِ..  وصُراخَ روحكِ وهي تصعدُ من بين جوارحِك إلى عليائها وتصرخُ على مدى الكون والسماء: تبَّا لكم يا عرب.. لماذا سأبقى أعيشُ بينكم وأنتم أمواتا!!..
**
إلى جنان الخُلد .. ولترقُدَ روحكِ بسلامٍ إلى جانب الطفل “محمد الدُرّة”.. وعائلة الطفلة “هدى غاليه”.. وإلى جانب كل شهداء فلسطين.. وكل من استُثهِد لأجل فلسطين..
**
العار ثم العار على الجبناء القتلة الذين تمرجلوا على أُنثى عربية سلاحها ميكروفون.. والعارُ كل العار على من يصمتون عن انتهاك العرض العربي والشرف العربي.. خلافا لِكلِّ القيم العربية.. والأصالة العربية.. والثقافة العربية..
كاتب سوري وزير مفوض دبلوماسي سابق