أحلام وردية رسمها الشاب العشريني لنفسه أثناء دراسته بالكلية، فهو يطمح أن يكون مهندسًا ذو صيت لامع وأن يساعد الجميع، وبعد مرور أشهر قليلة على تخرج «عمر» تحطمت أحلامه كلها على صخرة الواقع ليجد نفسه مضطرًا إلى العمل بالعديد من الوظائف من أجل توفير قوت يومه والإنفاق على أسرته، ليقوده مصيره في النهاية إلى افتتاح «سوبر ماركت».
يحكي عمر ناصر صاحب الـ23 عامًا، أنه تخرج من معهد هندسة البرمجيات بتقدير امتياز، وكان يحلم بالعمل في المجال الذي اختاره إلا أن الحظ لم يحالفه، ليجد نفسه يكافح في الحياة من أجل العثور على أي عمل يوفر له مصدر رزق مناسب: «من ساعة ما اتخرجت وأنا ملقتش حاجة مناسبة لمجال دراستي وحاولت كتير لكن من غير فايدة، واشتغلت كاتب روائي، ممثل مسرحى، نقاش، نجار»، بحسب حديثه لـ«».
«عمر» من مهندس لصاحب سوبر ماركت
«أنا جالى اكتئاب أفقدني النطق من كتر الشغل اللي اشتغلته».. كلمات وصف بها الشاب العشريني معاناته بعد رحلة كفاح مليئة بالصعاب دون أن يرى بصيص نور، ليقوده تفكيره إلى افتتاح مشروعًا خاصًا ليكون هو وسيلته في الحياة لتوفير قوت يومه والإنفاق على أسرته خاصة بعد المبالغ الكبيرة التي دفعتها من أجل تعليمه: « أنا اتنصب عليا كتير، واتعرضت للتنمر وثقتي في نفسي مبقتش موجودة، بس اتعلمت من كل الوظائف اللي اشتغلتها إن لازم الواحد يراعي ربنا في الناس وشغله أيًا كانت حالته المادية».
قرر «عمر» أن يفتتح سوبر ماركت خاصًا به ويساعد من خلاله المحتاجين: «المشروع اتكلف 40 ألف جنيه، وأنا اللي عملت النقاشة والنجارة في المحل بالكامل علشان أقدر أوفر في المصاريف»، سريعًا ما لاقى مشروع الشاب رواجًا بين سكان منطقته بالعمرانية بمحافظة الجيزة، إذ يبيع البضائع بأسعار رخيصة الثمن.
التجارة مع الله أولى خطوات النجاح
«أنا بتاجر مع ربنا مش البشر».. شعارًا رفعه الشاب العشريني لخدمة سكان منطقته، إذ يبيع السلع الغذائية بأسعار بسيطة: «اللي محتاج حاجة ومعهوش فلوس يجي ياخدها».
منع «عمر» بيع السجائر والتبغ تمامًا كونه لا يعرف ما إذا كانت حلالًا أم حرامًا، ويريد أن يكون مشروعه خاليًا من أي أموال مشبوهة على حد تعبيره: «أنا معرفش هى حلال ولا حرام، لكن أنا مش هبيعها عشان أتقي الشبهات وربنا يباركلى في رزقي، وبحاول أبيع كل المواد الغذئية بأقل الأسعار».