«غية الحمام».. هواية تحولت إلى عشق لدى أهالي محافظة دمياط، إذ يربي الكثيرون من أهالي المحافظة الحمام إما بهدف الاحتفاظ به أو للتجارة، ومع الوقت بدأ البعض في التفكير في تكلفة إنشاء «الغية» خاصة مع ارتفاع أسعار الأخشاب في ظل رغبتهم بالاحتفاظ بتلك الطيور الجميلة التي تعد الأكثر انتشارًا في مصر ويوجد منها أنواعًا كثيرة.
هواية ورثها «إبراهيم» عن والده
يحكي إبراهيم الشربيني من قرية الشعراء في محافظة دمياط ويعمل «إستورجي»، أن تربية الحمام هي هوايته الوحيدة التي يعتز بها، ويمتلك حاليًا أكثر من 40 نوعًا من الحمام، ويحب مشاهدة الحمام محلقًا في السماء: « من وأنا وعندي 5 سنين وأنا بعشق الحمام، كنت بقعد مع والدي وأشوفه وهو بيأكله، وورثت الهواية دي عن والدي»، بحسب حديثه لـ«».
«والدى كان يخصص لى عدد من الحمام الصغير (الزغاليل) علشان أخلي بالي منه، وكان بيقولي دول بتوعك».. بتلك الكلمات وصف «إبراهيم» بداية رحلته مع تربية الحمام: «شوية بشوية بقى عندي حمام كتير، وبدأت أفكر أجيب أنواع تانية غير اللي عندي».
بدأ «إبراهيم» في تربية الحمام منذ نحو 35 عامًا، كهواية يحب ممارستها، ولكنه لا يعتمد عليها كمصدر للدخل، ويمتلك غية تضم أكثر من 300 فرخ حمام بأنواعه المختلفة مثل «شقلباظ أبيض – شقلباظ أسمر – شقلباظ أكول – شقلباظ أحمر- عبسي أسود – حلبي – أكول – كراكندي – هندي – باكستاني»، و«الغذار» ومن أنواعه «حلت – مسود – أزرق قطيفة – رحاني – أحمر – أسود – قطقاطي أسود – أبلق أخضر – أبلق سكاروتا – أبلق قشر بندق – أبلق أسود – مرقع – صافي – عادة»، و«أكشاك» ويضم هذا النوع «عنبري – أسود – أحمر – قطقاطي – بنيدي – قمري – فندقلي – رحاني»، و«الأسترالي» الذي يضم «حجري – نقشي – سكري – برقبة صفراء – شومر»، و«الجمعية» «أزرق – مفصص – قزازي – حمري – بديري»، بالإضافة إلى «الميني كينج» ويضم هذا النوع «أزرق – أبيض – ميني أسود».
وعن أغرب المواقف التى تعرض له، يروي أنه باع حمام لأحد الاشخاص بالقاهرة وعاد الحمام إليه بعد ثلاثة أيام من القاهرة إلى دمياط، كما سبق وأن عاد إليه فرخ حمام بعد بيعه بـ3 سنوات إلى أحد الاشخاص من بورسعيد: «أنا بحب الحمام الأصيل، بمعنى لو بيعت حمام ورجع لى لا يمكن أبيعه تاني، ولو فرخ حمام راح بإرادته لعش حمام آخر ولم يعد، ليس له مكان عندي حتى لو بلغ سعره آلاف الجنيهات».
ارتفاع تكلفة تربية الحمام
لم يختلف الأمر كثيرًا لدى حسام الأسمر، إلا أن غية الحمام أصبحت أمرًا مؤرقًا بالنسبة له بسبب ارتفاع تكلفة بنائها بالإضافة إلى غلاء سعر علف الحمام: «تكلفة الغية غالية جدا، بعد ما كنا بنستخدم بقايا الأخشاب، دلوقتي بقى لازم أشتري متر بياض وسعره يتجاوز 10 آلاف جنيه، وكمان لازم استخدم قواعد حديدية وخرسانية لتثبيت وتقوية العش، وده أمر صعب جدا»، وبدلًا من أن يكون سعر علف الحمام «الكلفة» جنيهًا واحدًا مثل المعتاد، أصبح في الوقت الحالي 11 جنيهًا.
نظام التغذية والطيران
بينما يرى حسانين الغزلاني الذي يمتلك عشًا لتربية الحمام، أن «الغيه» تعلم الشخص الصبر والحنية، فيكفي أن يشاهد الشخص الحمام وهو يطير بالسماء لكي يربيه ويعتني به: «أنا بحب الحمام وبربيه من وأنا صغير، ولما بيكون مجرد زغلول يعني عمره أيام، بهتم بيه لغاية ما يكبر ويبقى فرخ»، مضيفًا أن الفرخ ممكن أن يظل محلقًا في السماء لـ7 سنوات.
وعن النظام الغذائي للحمام، فهو يأكل مرتين يوميًا: «أنا بحطله وجبتين في اليوم مرة الصبح ومرة بليل، ولازم يتم فحصه بشكل دوري علشان أحافظ على صحته»، ويعني رفع العلم أثناء تطيير الحمام أنه مازال أمامه وقتًا كافيًا للتحليق والطيران، وبمجرد إنزاله يفهم الحمام أنه ينبغي له العودة إلى العش.