اليوم؛ نحن على أعتاب مرحلة جديدة أكثر تقدما وتطورا تشهدها الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد، الذي يعتبر مهندس العقد الماضي في البلاد حين كان ولياً للعهد؛ بينما اليوم سيكون في المقدمة وبفلسفة جديدة للحكم.
خلال السنوات الماضية كان محمد بن زايد (MBZ) الاسم الأكثر تداولا في المحافل الدولية، يضاف إلى ذلك أن الإمارات كانت حاضرة بقوة في تلك المحافل لما لها من ثقل وتأثير في السياسة الإقليمية والدولية.
وبدأ الشيخ محمد بن زايد تلقي التبريكات والتهاني من قادة العالم برئاسته الإمارات بعد رحيل أخيه الشيخ خليفة؛ لتبدأ الإمارات مرحلة جديدة في الحكم ومشوارا جديدا في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري.
ويرى محللون، أن القوة السياسية التي أوجدها محمد بن زايد للإمارات، ستكون اليوم أكثر ديناميكية في ظل الصراعات والاضطرابات الدولية والإقليمية؛ وباعتبار الإمارات التي تقدمت إلى الصف الأول في منظومة القيادة الإقليمية والدولية كانت حاضرة في كل المراحل؛ فإنها اليوم ستكون أكثر فاعلية في الملفات الإقليمية والدولية.
على المستوى العسكري، سيكون هذا الأمر في أولويات مرحلة بن زايد، نظرا إلى الظروف العالمية عموما وظروف المنطقة ثانيا، ولن يكون هذا صعبا على القائد الجديد ذي الخلفية العسكرية التي مكنته طوال السنوات الماضية حين كان ولي عهد أبو ظبي من التعامل مع الصراعات المتفاقمة في المنطقة، وقد تخرج 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتعامل خلال المرحلة الماضية بكل حصافة ومهنية في ذروة التهديدات الإقليمية من الجماعات الحوثية الإرهابية وتغول النفوذ الإيراني الذي يستهدف دول المنطقة، إذ تعاملت الإمارات مع هذه المخاطر بكل ذكاء وحكمة لتمنع كل الطامعين من الحصول على أهدافهم خصوصا إيران وأذرعها.
الخبرة والمعرفة الأكاديمية العسكرية التي يتمتع بها ابن زايد منحته الحكمة والقوة في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة والعالم، وسوف تمكنه وباقتدار من إدارة الدولة، وستكون الإمارات على المسار الصحيح سياسيا واقتصاديا وأمنيا، ولعل القاصي والداني يعرف المستوى العالمي الذي وصلت إليه البلاد على المستويات كافة في السنوات الماضية وسيكون المسار أكثر متانة ورصانة في عهد محمد بن زايد.
سياسياً؛ تمكن الشيخ محمد بن زايد من صناعة قوة ناعمة في المنطقة، وحتى الدول الأوروبية باتت تدرك قوة وأهمية الإمارات، ولعل مهندس وصانع هذه القوة هو MBZ، الذي بات رقما مهما في صياغة العلاقات الدولية.
وينطبق هذا الأمر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي التي باتت اليوم أكثر استقرارا؛ إذ ساهمت جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى جانب جهود الشيخ محمد بن زايد في إعادة تدفق المصالح الخليجية في ما بينها لتحصين المنطقة من أية محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
محمد بن زايد متنوع الإمكانات السياسية والعسكرية والتنموية، ويأتي هذا من خلال شغله عدداً من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة. ويعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبوظبي للوصول بها إلى أفضل وأرقى المستويات والمعايير الدولية. ومنذ توليه رئاسة مجلس أبوظبي للتعليم، عمل بلا كلل لإقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية المرموقة عالمياً، والتي أعلن عن قيام عدد منها في أبوظبي أو تم الانضمام إلى مشاريع مشتركة إستراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية المتواجدة في أبوظبي، إذ كان التعليم في سلم أولوياته لإدراكه أنه مفتاح المستقبل الاقتصادي ولغة العالم الجديد.
الإمارات اليوم أمام مرحلة جديدة بقيادة محمد بن زايد، الذي سيبدأ حكمه بكل تأكيد بتنمية البلاد من الداخل؛ لما يولي شعبه من أهمية، وفي المرتبة الثانية تطوير أساليب وعمل وتأثير السياسة الإماراتية على المسرح الدولي والإقليمي، فضلا عن التركيز على البعد الاقتصادي، وبالتالي نحن أمام مسارات متزامنة تحمل الإمارات إلى مستويات أكثر تقدما بفعل القوة الناعمة.