لم تمنعهم إعاقتهم من العمل، قرروا تحدي نظرات الناس لهم ليبدأوا في ابتكار مشروعهم الخاص كي يستطيعوا من خلاله الإنفاق على أنفسهم ومواجهة أعباء الحياة، هكذا يكافح الأشقاء الثلاثة «رضا» و«سعيدة» و«محمد» للتغلب على الصعاب التي تقابلهم من خلال «عصير القصب».
حياة الأشقاء الثلاثة لم تكن مفروشة بالورود، فجميعهم من ذوي الهمم من أصحاب الصم والبكم، لا يستطيعون التحدث أو حتى السمع، ولكنهم يتحلون بالإرادة والعزيمة، إذ حصل الأشقاء الثلاثة على دبلوم فني، وكي لا يضطروا إلى استجداء الاستعطاف من أهل الخير، قرروا إنشاء مشروعهم الخاص وهو عبارة عن «نصبة» لبيع عصير القصب على طريق بنها المنصورة بقرية كفر ميت العز على الحدود بين القليوبية والدقهلية، وزوجة أحد الشقيقين وتدعى «زينب» وهي من ذوي الهمم أيضًا، بينما تتولى والدتهم «عزيزة» تلقي الطلبات من المارة وترجمتها إلى أبنائها باستخدام لغة الإشارة.
«عزيزة»: أبنائي أصروا على مشروعهم
حكت «عزيزة» والشهيرة بـ«أم رضا» خلال بث مباشر لـ«»، أن أولادها من ذوي الهمم وتعلموا في مدارس الصم والبكم حتى حصل الشقيقان «محمد» و«رضا» على الدبلوم، وما زالت «سعيدة» تكمل تعليمها، ولكنهم قرروا أن يعتمدوا على أنفسهم، وأقاموا نصبة عصير قصب على طريق بنها المنصورة لبيع العصير لرواد الطريق عن طريق لغة الإشارة، مشيرة أنها تقف معهم لمساعدتهم ومحاولة التعامل مع الزبائن الذين لا يستطيعون التعامل معهم أو فهم حركات الإشارة.
الأشقاء الثلاثة تحدوا نظرة المجتمع ويتعاملون بالإشارة
«ولادي عايزين يعتمدوا على نفسهم ورافضين نظرات العطف والتمييز».. كلمات وصفت بها «عزيزة» إصرار أولادها على التحدي، راوية أن لديها 6 أولاد: «عندي بنتين وولد طبيعين، وتلاتة من ذوي الهمم، وأولادي من ذوي الهمم بدأوا يشتغلوا من 6 سنين علشان عايزين يكسبوا بالحلال، وفي البداية كان عندهم ماكينة عصير قصب يدوية وبعدها حولوها لكهربائية»، بحسب حديثها لـ«».
تدعم الأم أولادها باستمرار وتساندهم، ولن تيأس أبدًا من حالتهم المرضية وإعاقتهم: «بشجعهم دايما على التحدي وهزيمة الظروف، ومش مهم نظرات المجتمع ليهم، إحنا معانا ربنا، وهو خير مساعد ونصير».