6 مؤتمرات دولية وإقليمية.. لا رؤية حول الحل السياسي في سورية

على رغم وجود 6 مؤتمرات دولية وإقليمية هذا الشهر حول الملف السوري بدءا من مؤتمر بروكسل إلى مشاورات أستانة واللجنة الدستورية نهاية الشهر الجاري إلا أن الجمود يلف الأزمة دون رؤية إقليمية ودولية حول طبيعة الحل السياسي المرتقب في البلاد.

وحاولت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي اختراق الجمود في الملف السوري بإصدار وزارة خارجيتها استثناءات من قانون «عقوبات قيصر» لمناطق خاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية (قسد) وبعض الفصائل في الشمال الغربي، لكن هذا الاستثناء أيضا يبقى مرهونا بآليات التطبيق ومدى قدرته العملية على إحداث اختراق في الملف السوري.

ومع انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، يبقى التوافق الدولي والإقليمي على الحل في سورية مرهونا بمدى التقارب الغربي الروسي وخصوصا التقارب الأمريكي الروسي، وهو التوافق الذي لم يتوفر منذ بداية الحرب وحتى الآن ما جعل الملف السوري في حالة مد وجزر بين الحين والآخر.

ويرى المبعوث الأمريكي السابق لسورية مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق جويل رايبورن أن روسيا اليوم ليست كالأمس، خصوصا في سورية قبل اندلاع الحرب الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، إذ إن النفوذ الروسي اليوم بات أقل قوة في سورية وأصبح بشار الأسد يعيش حالة من القلق وهو أضعف مما مضى على الرغم من توقف الحرب على جبهات القتال.

وقال رايبورن الجنرال المتقاعد وصاحب الخبرة العسكرية الطويلة في القيادة المركزية الأمريكية في ندوة نظمها مركز جسور للدراسات في إسطنبول: إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأخرت في رسم معالم السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري، وبدت هذه السياسة مرتبكة إلى حد كبير إلا أنها وبعد فترة من الزمن عادت إلى استراتيجية الرئيس السابق دونالد ترمب في تشديد التعامل مع النظام والاستمرار في سياسة العقوبات ما لم يكن هناك حل سياسي.

هذا الجمود في الملف السوري من شأنه أن يخلق حالة من الأمر الواقع في المناطق السورية، وهو تثبيت مناطق الصراع بين المناطق الثلاث في شمال شرق وغرب سورية ومناطق سيطرة النظام، وفي هذه الحالة ستتأقلم سورية على المدى المتوسط مع التقسيم الهش وغير المعلن بين هذه المناطق، وبالتالي من الصعب إعادة تشكيل سورية بشكل آمن ومنسجم على المستوى المحلي، فضلا عن بقاء مصالح الدول الإقليمية دون حل ما يؤثر حتماً على إطالة أمد الصراع.