حالة من الهلع والخوف انتابت الملايين حول العالم بعدما بدأ مرض جدري القرود في الظهور بشكل موسع بعدد من البلدان المختلفة، إذ أعلن حتى الآن إصابة نحو 250 فردا بعدد من البلدان؛ ليتزايد البحث حول الأسباب والأعراض وكيفية الوقاية من الإصابة، لكن قد لا يعلم البعض أن المرض بدأ ظهوره قبل سنوات طويلة وقد اختفى وعاود مرة أخرى.
متى ظهر مرض جدري القرود؟
وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية التي أعدت تقرير مفصل عن مرض جدري القرود، تم اكتشاف المرض لأول مرة بالعالم بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي يبلغ من العمر 9 سنوات كان يعيش في منطقة اختفى منها الجدري في عام 1968.
ومنذ الإبلاغ عن الحالة الأولى، ظهر حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.
وتعد دولة جمهورية الكونغو الديمقراطية من أكثر البلدان التي تعرضت للمرض، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.
تاريخ مرض جدري القرود
بعد التفشي الأول للمرض، أبلغ في عام 2003 عن وقوع حالات مصابة بجدري القرود بالمنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يشير إلى أنها أولى الحالات المصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وبالبحث تبين أن معظم المرضى المصابين في الولايات المتحدة الأمريكية به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.
وفي عام 2005 ظهرت فاشية لجدري القرود في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا، وعقب 4 أعوام، انطلقت حملة توعية بين اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو وحينها تم تأكيد الإصابة بحالتين بمرض جدري القرود، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين أغسطس وأكتوبر 2016.
ما مرض جدري القرود؟
وجدري القرود مرض فيروسي نادر ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتشله أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها المرضى المصابون بالجدري في الماضي، ومع أن الأخير كان قد اختفى في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا.
في عام 1985، جرى الكشف لأول مرة عن هذا الفيروس في المعهد الحكومي للأمصال الكائن بكوبنهاجن الدانماركية، أثناء البحث عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.