وفي هذا السياق ، اعتبر الباحث في الشؤون الإيرانية أسامة الهتيمي أنه من المبكر القول إن الاتفاق النووي بلغ مرحلة الجمود والفشل رغم مرور أكثر من عام على بدء جولات التفاوض، دون أن تتمكن الأطراف المختلفة من التوصل إلى صيغة ترضيها ومن ثم العودة لتفعيل ما كان قد تم التوصل إليه في عام 2015،، مؤكداً أن هذه المفاوضات تواجه حالياً بعض التحديات التي أدت في نهاية الأمر إلى إصابتها بالجمود.
وقال الهتيمي لـ ، إن جمود المفاوضات لا يعد رغبة لواشنطن أو طهران، فكلاهما يريد العودة، غير أن كل طرف منهما يتعامل مع المفاوضات باعتبارها فرصة سانحة يحاول من خلالها تحقيق أكبر قدر من المكاسب يحفظ بها ماء وجهه، فالنظام الإيراني لا يحصر مطالبه في رفع العقوبات التي قررتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وإنما يريد أيضاً إعطاء ضمانات أمريكية بعدم تكرار ذلك مرة أخرى، فضلاً عن رفع العقوبات غير المتعلقة بالبرنامج النووي، ورفع الحرس الثوري من القائمة السوداء، إلا أن واشنطن ماضية في تصنيف الحرس الثوري منظمةً إرهابيةً وهو ما كشفت عنه تقارير غربية أخيرا.
وتوقع أن ينعكس جمود وفشل المفاوضات سلبياً على الأوضاع الداخلية الإيرانية ، لافتا إلى أن البدائل الأمريكية ستكون متعددة من بينها تشديد العقوبات ووضع الاقتصاد الإيراني في مأزق أشد مما هي عليه الآن، واتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية لتصبح إيران على صفيح ساخن، واتساع الفجوة بين نظام الملالي والشعب الذي بات غير واثق في النظام الإرهابي الدموي؛ ولذا ليس من المستبعد أن نرى العودة للاتفاق النووي النور قريباً رغم ضبابية المشهد في الوقت الراهن.