يتسابق الجميع لفعل الخير والثواب، فمساعدة الآخرين والإحساس بهم نعمة عظيمة، ويوجد أشخاص يمنحهم الله فكرة تكون سببا في إسعاد الكثيرين، وهذا ما فعله الشابان، الذين اتخذا من سيارتهما أكبر ثواب يمكن أن يقدماه، أرادا استغلالها في إدخال البهجة والفرح على القلوب الجميع، سواء كانت عرائس أو أهالي.
مبادرة لمساعدة المحتاجين
«خير الناس أنفعهم للناس» مقولة تعبر عن موقف حسام أمين ابن محافظة القليوبية، الذي أراد أن يسعد العرائس ويدخل الفرح على قلوبهن بشيء بسيط من وجهة نظره، لكنه لا يدرك مدى عظمة ما فعل، وأن هناك من يتوقف زفافهم على سيارة الزفة، لذلك قرر أن يدشن مبادرة لمساعدة المحتاجين وغير المحتاجين.
حسام: دي نعمة من عند الله
منذ نحو عامين، أنعم الله على صاحب الـ25 عاما، بشراء سيارة جديدة، قائلا: «كانت عايز أشكر ربنا على النعمة اللي عطهالي، فكانت المبادرة دي أقل شكر لربنا عليه» حسب ما رواه «حسام» خلال حديثه مع «»، منذ ذلك الوقت بدأ في عرض المساعدة والتوصيل على جيرانه وأهله وأصدقائه.
مساعدة وإسعاد الآخرين
«بعد ما جبت العربية وأنا معروف وسط جيراني إن أي حد بيكلمني حتى لو الفجر بنزله عادي»، هكذا عبر «حسام»، موضحا أنه دشن المبادرة في البداية بين أصدقائه ومعارفه وجيرانه فقط، لذلك أراد أن تصل هذه المبادرة وأنه متواجد دائما من أجل إسعاد الغير خاصة المقبلين على الزواج ومساعدتهم، على أوسع نطاق في القاهرة.
«الناس دي ليها حق وواجب علينا فلازم اساعدهم حتى لو لقيت حد ماشي في الشارع اقفله واخده في سكتي مينفعش أعدي كدا وخلاص»، حسب تعبير «حسام»، لذلك قرر أن يقوم بزفة العرائس في أي مكان في القاهرة، ولم يقتصر على منطقة بعينها، مشيرا إلى أن رؤية الشاب فرحا بحل مشكلة تجهيز سيارة الزفة شيء كافي له.
كريم: فيه ناس مش بيبقى معاها تمن الزفة
أما كريم حسني صاحب الـ33 عاما محافظة القاهرة يروي لـ«» كيف يقوم بتوصيل العروسين غير القادرين مجانا، موضحا أن السبب الذي جعله يقوم بهذا العمل الخيري أنه عندما كان يذهب إلى الأفراح، وجد أن الكثيرين لم يكن لديهم القدرة على دفع المال الذي طلب منه: «لما كنا بنروح الأفراح كان فيه ناس بتبقى مش معاها ثمن الزفة بتاعة الفرح وكنا بنخفض في السعر» ومن هنا قرر أن يقوم بتوصيل العروسين غير القادرين بالمجان.
الهدف من زفة العروسين غير القادرين مجانا
خبر الخواطر وزرع البهجة في قلوب الآخرين هو ما يسعى إليه ابن محافظة القاهرة: «كفاية دعوة الناس ليا وبكون مبسوط جدا لما بشوفهم فرحانين وسبحان الله ربنا بيرزقني بالضعف لما بعمل العمل الخيري»، مشيرا إلى أنه لاحقته نظرات استغراب بدت على ملامح كل من عرض عليه فكرته في بداية الأمر، إذ حاول الكثير إحباطه، ولكنه لم يسمع لذلك: «إزاي عربيتك لسة عليها قسط ومعاك عيالك وهتصرف عليهم من فين وكنت بقولهم دي حاجة زكاة عن العيال ومراتي».
حب الرجل الثلاثيني للمهنة التي يمارسها
منذ 15عاما بدأ«كريم» يمارس مهنة قيادة السيارات حتى قام بشراء سيارة خاصة به وبدأ بتشغيلها في نظام «الأوبر» حيث عبر خلال حديثه عن مدى حبه لمهنته: «بحب المهنة دي ومش بعرف اشتغل حاجة تاني غيرها»، متمنيا أن يكون لديه القدرة على الاستمرار في العمل الخيري.