لم يكن تأثير جائحة كورونا ملحوظا فقط على المستوى الصحي، بعد وصول عدد الوفيات إلى ما يقرب 6 ملايين ونصف المليون بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، ولكن كان تأثيرها واضحا بشكل قوى في مجال التعليم من حيث إيقاف ومنع نحو 1.6 مليار طالب من مواصلة تعليمهم في كل دول العالم.
كورونا يتسبب في أكبر تعطيل للتعليم بالتاريخ
وبحسب ورقة بحثية نشرتها مجلة «nature» فإن وباء كورونا تسبب في أكبر تعطيل للتعليم بالتاريخ البشري الحديث، وذلك بحسب وصف الأمم المتحدة، حيث أغلقت المدارس على مستوى العالم أبوابها لمدة 5 شهور في المتوسط بسبب جائحة كورونا، وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة إلى أنه بالرغم من مرور عامين على انتشار الوباء، لم تقم 48 دولة بإعادة فتح مدارسها بشكل كامل.
وأشار البحث الذي قامت به «هيلين بيرسون»، إلى أن عواقب الإغلاق كان لها تأثير على البلدان الغنية حيث تخلف الأطفال الضعفاء والمحرومون أكثر من غيرهم، وفي البلدان النامية والفقيرة تضرر الأطفال من كل الفئات، وتقدر منظمة اليونسكو أن جيل الطلاب اليوم من المرجح أن يخسر 17 تريليون دولار أمريكي من أرباحهم المتوقعة مدى الحياة بسبب ضياع التعليم والمهارات المترتبة عليه، وذلك بحسب مارجريت ساكس التي تقود قسم التعليم الشامل بالمنظمة.
التأخر في التحصيل الدراسي
وقدمت الباحثة مثالا لمدرسة في ملبورن بأستراليا باعتبارها أكثر المدن التي قضت وقتا طويلا في الإغلاق، وذلك مقارنة بأي مدينة أخرى، حيث ظلت المدرسة مغلقة لمدة 7 أشهر تقريبا، وقالت ميج برايدون مدرسة في «أشوود» الثانوية، أن 30% من الأطفال الذين التحقوا بالمدرسة مؤخرا، تأخروا عن زملائهم في التحصيل الدراسى، بل وأصبح عدد كبير من الأطفال يعاني من مشاكل سلوكية أو نفسية بعد الإغلاق، ما جعلهم أكثر عنفا في التعامل، واضطرت المدرسة إلى استئجار طبيب نفسي بدوام كامل للمساعدة.