| جولة قصيرة عبر الزمن على قماش الأورجانزا في «ما تبقى مني».. ذكريات الماضي

رحلة هادئة، تتجه نحو ذكريات الماضي، تبحث عن تفاصيل الطفولة وسنوات الشباب الأولى، من أجل لحظات الحنين والشجن والاشتياق لأجساد قد رحلت، وأرواح غابت، وصورة باهتة لم يتبقَّ منها إلا ذكرى محاطة بإطار خشبي، يضم معاني تعكس ما بداخلنا تجسّدت في معرض للفنانة الشابة ميار نايل، بعنوان «ما تبقى مني» بجاليري كريم فرنسيس بوسط البلد.

 

معرض يستعيد ذكريات الماضي

تأخذنا الفنانة التشكيلية في جولة قصيرة عبر الزمن، لاسترجاع تفاصيل الماضي من خلال رسوماتها التي نقشتها على قماش الأورجانزا، تتنقل ما بين فترات زمنية مختلفة، تجسّد صورة الأم والأبناء والأصدقاء والعائلة، ترسم مشاهد بريشتها تعبر عن مواقف لا تُنسى وأشياء تعلقنا بها، ووجوه اشتقنا إلى رؤيتها، مصحوبة بعبارات مكتوبة على الجدران اختارتها بعناية شديدة لتتناسب مع طبيعة فكرتها التي تتمحور حول الذكريات.

«كنت عايزة أعمل حاجة عن الأطياف اللي بتظهر لنا وإحنا صغيرين وبتظهر ليه، وإيه ممكن يكون في ذكريات شخص ما مش قادر يرجع لمكانه في الصور القديمة»، حسب «ميار»، مشيرة إلى أن كل واحد منا حين يذهب لأماكن بعينها يتذكر أشياء مرتبطة بها مثل أول يوم مدرسة وأول بيت سكن فيه وشارعه القديم وفناء اللعب، وغيرها: «لما بنزور الأماكن دى بعد مدة من الزمن، بنفتكر ذكرياتها».

تحكي الفتاة العشرينية أن بداخل كل شخص بقايا ذكريات متعلقة في خياله، منها سعيدة وأخرى حزينة: «ما تبقى من كل واحد فينا من مواقف وحكايات وقصص جسّدتها فى لوحات، وكل حد هيشوفها هيلاقى نفسه في لوحة منها».

تنظيم المعرض

نظمت المعرض هبة المُعز، التي تؤمن بموهبة «ميار»، وتشجّعها على مواصلة مشوارها، مؤكدة أنها أعجبت بالتجربة وبدأت تحضر للمعرض وتختار أماكن عرض رسوماته والموسيقى المصاحبة له التي تتناسب مع طبيعته وفكرته: «كان كل اهتمامى إن المشاهد يحس بالصور وبالتجربة حسب مشاعره وروحه مع كل لوحة تقع عينه عليها بيشوف نفسه جواها والفكرة عجبت الناس ووصلهم المعنى».