خطبة الجمعة عن تعليق التمائم

جدول المحتويات

خطبة الجمعة عن تعليق التمائم هي موضوع مقالنا هذا، فمن واجب الإنسان الإيمان بأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي يدبّر الأمور وكلّها، وهو الّذي بيده الخير والشّرّ وإليه المصير، ومن واجب الإنسان أيضًا التوكّل على الله تعالى والالتجاء إليه في السّرّاء والضّراء، وعدم التّعلق بما لا يضرّ ولا ينفع، وعبر موقع سيتمّ عرض خطبة الجمعة الأفضل عن التحذير من تعليق التمائم والودع.

مقدمة خطبة الجمعة عن تعليق التمائم

بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على خير المرسلين وخاتم النّبيين محمّدٍ وعلى آله وعلى أصحابه وأتباعه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير، الحمد لله أنّ منّ علينا بالهداية بعد الضّلال، وفتح لنا باب التوبة الّذي لا يُغلق إلّا عند قيام السّاعة، والحمد لله الّذي جعل لنا البصر والبصيرة والعقل الّذي ميّزنا به عن جميع المخلوقات، نستغفره ونتوب إليه من السّيئات والآثام، ونعوذ به من ارتكابها لا إله إلّا هو سبحانه إنّه كنّا ظالمين، أما بعد: فاتّقوا الله تعالى واعلموا أن تقواه هي مفتاح الجنان وطوق النّجاة من الهلاك في الدّنيا والآخرة، فاتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة اليوم في مكة مباشر

خطبة الجمعة عن تعليق التمائم

يا عباد الله المؤمنين، قال الله جلّ وعلا في كتابه العزيز: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون}،[1] وهذه الآية تشير إلى ما يدعوا النّاس من دون الله تعالى، ويتّكلون عليه لا على الله سبحانه، وهي التّمائم والودع وغيرها مما يعلّقها النّاس على أجسامهم، ويضعونها تحت وسائدهم، وذلك لأغراضٍ عديدة، كدوام محبّة الزوج أو جعله ينفر، أو لمن لا تنجب أو للوقاية من العين والحسد وغيره، فتلك كلّها من المحرّمات ومن الكبائر والعياذ بالله تعالى منها، ولقد حذّرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من تعليق التمائم فقال: “من علَّق تميمةً فقد أشركَ”،[2] وإنّ المسلم يجب عليه الابتعاد عن الشّرك وكلّ ما يقرّب إليه، لأنّ الشّرك هو الذّنب الأعظم من بين الذّنوب، ولا يُغفر إلّا بالتّوبة النصوح، ومن مات على الشّرك دخل النّار لا محالة.

اعلموا إخواني المسلمين أن تعليق التمائم لا يسمن ولا يغني من جوع، وأنّها لا تورث إلّا الذّنب والإثم والخسران في الدّنيا والآخرة، وعلى المسلم أن يفوّض أموره إلى الله تعالى فهو من يدبر الأمر من السّماء والأرض، وهو الميسّر لكلّ عسر، وهو المفرّج لكلّ كرب، وهو الشّافي لكلّ مرض، وهو الّذي يحمي عباده من الشّرور، فعلى المسلم بأن يتّكل على الله تعالى وأن يفوّض الأمر إليه ولا يتكّل ولا يدعو أحدًا سواه، حمانا الله تعالى وإيّاكم من الشّرك والاستعانة والحاجة لغيره تبارك وتعالى.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة اليوم في الحرم المكي مباشر

خاتمة خطبة الجمعة عن تعليق التمائم

ختامًا، أدعوكم إخوتي لندعو الله تعالى، اللهمّ يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة، نعوذ بك من الشّرك والكفر، ونعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من فتن الدّنيا ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا يا ربّ من البلاء والكرب والمرض والعدوّ، إنّك أنت خير الحافظين، وأنت على ما تشاء قدير، نستغفرك ونتوب إليك، آمين، وصلّ اللهم على المحمود وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة قصيرة جدا عن الصبر

خطبة الجمعة عن التمائم ملتقى الخطباء

كذلك لا بدّ من تقديم خطبة الجمـعة عن التمائـم من موقع ملتقى الخطباء فيما يأتي:[3]

عِبَادَ اللهِ، قَالَ عَزَّ فِي عُلَاهُ (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون).
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيْح  أنَّهُ جاءَ في رَكْبِ عشرةٍ إلى رسولِ اللهِ فبايعَ تسعةً وأمسَكَ عن رجلٍ منهُم فقالوا ما شأنُهُ ؟ فقالَ : إنَّ في عضدِهِ تميمةً فقطعَ الرَّجلُ التَّميمَةَ فبايعَهُ رسولُ اللَّهِ ثمَّ قالَ : مَن علَّقَ فقَد أشرَكَ)) وَأَبْصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: ((وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟)) قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ، قَالَ: ((أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا)).حَدِيْثٌ صَحِيْح.
حَرِصَ السَّلَفُ عَلَى سَدِّ أَبْوَابِ الشِّرْكِ، فَمَنَعُوا تَعْلِيقَ التَّمَائِمِ كُلِّهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ مَكْتُوبَةً مِنَ الْقُرْآنِ؛ حِمَايَةً لِلتَّوْحِيدِ، وَسَدًّا لِأَبْوَابِ الشِّرْكِ، وَحِفْظًا لِلْقُرْآنِ مِنَ الامْتِهَانِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يُنْزِلِ الْقُرْآنَ لِتَعْلِيقِهِ فِي الْبُيُوتِ، أَوِ السَّيَّارَاتِ، أَوْ عَلَى الصُّدُورِ لِلتَّبَرُّكِ بِهِ أَوْ لِلزِّينَةِ، وَإِنَّمَا أَنْزَلَهُ سُبْحَانَهُ لِتَدَبُّرِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ).
وَالتَّمَائِمُ: هِيَ مَا يُعَلَّقُ عَلَى الْأَوْلَادِ، وَعَلَى الْمَرْضَى مِنْ وَدَعٍ أَوْ طَلَاسِمَ أَوْ عِظَامٍ أَوْ غَيْرِ هَذَا مِمَّا يُعَلِّقُهُ الْجَهَلَةُ، يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَأَنَّهَا تَمْنَعُهُ مِنَ الْجِنِّ أَوْ مِنَ الْعَيْنِ، وَكُلُّ هَذَا بَاطِلٌ لَا يَجُوزُ فِعْلُهُ، وَهُوَ مِنَ الشِّرْكِ الْأَصْغَرِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّهَا تُعَلِّقُ الْقُلُوبَ عَلَى غَيْرِ اللهِ، وَتَجْعَلُهَا فِي إِعْرَاضٍ وَغَفْلَةٍ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْوَاجِبُ تَعْلِيقُ الْقُلُوبِ بِاللهِ وَحْدَهُ، وَرَجَاءُ الشِّفَاءِ مِنْه  وَسُؤَالُهُ، وَالضَّرَاعَةُ إِلَيْهِ فِي طَلَبِ الشِّفَاءِ؛ لِأَنَّهُ الْمَالِكُ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ النَّافِعُ الضَّارُّ، وَهُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الشِّفَاءُ ، فَلِهَذَا شَرَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَرْكَ هَذِهِ التَّعَاليِقِ وَشَرَعَ النَّهْيَ عَنْهَا، حَتَّى تَجْتَمِعَ الْقُلُوبُ عَلَى اللهِ، وَعَلَى الْإِخْلَاصِ لَهُ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَسُؤَالِهِ الشِّفَاءَ سُبْحَانهُ وَتَعَالَى دُونَ كُلِّ مَا سِوَاهُ، فَلَا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّقَ حَلْقَةً مِنْ حَدِيدٍ، وَلَا مِنْ صُفْرٍ، وَلَا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَا مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، لِقَصْدِ الشِّفَاءِ، أَوْ مِنْ عِظَامٍ فِي الْيَدِ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَمِنْ هَذِهِ الْأُسْوِرَةُ الْجَدِيدَةُ الْمَعْدَنِيَّةُ، الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا بَعْضُ النَّاسِ، هِيَ مِنْ جِنْسِ هَذَا، يَجِبُ مَنْعُهَا.
يَقُولُ بَعْضُهُمْ: إِنَّهَا تَمْنَعُ مِنَ الرُّومَاتِيزْمِ، وَهَذَا شَيْءٌ لَا وَجْهَ لَهُ، بَلْ يَجِبُ مَنْعُهَا كَالْحَلْقَةِ الَّتِي عَلَّقَها عِمْرَانُ، وَهَكَذَا مَا يُعَلَّقُ مِنْ عِظَامٍ أَوْ مِنْ شَعْرِ الذِّئْبِ أَوْ مِنْ وَدَعٍ أَوْ مِنْ طَلَاسِمَ وَأَشْيَاءَ مَجْهُولَةٍ؛ كُلُّ هَذَا يَجِبُ مَنْعُهُ، وَكُلُّهُ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ ﷺ: ((مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ))، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيْح َلَمَّا دَخَلَ حُذَيْفَةُ عَلَى رَجُلٍ مَرِيضٍ وَوَجَدَهُ قَدْ عَلَّقَ خَيْطًا، قَاَل: مَا هَذَا؟ قَالَ: مِنَ الْحُمَّى، فَقَطَعَهُ، وَتَلَا قَوْلَه تَعَالَى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ). ((وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ))، .
فَلَا يَجُوزُ لِلْمُسْلِم أَنْ يُعَلِّقَ خُيُوطًا وَلَا حَلَقَاتٍ، وَلَا تَمَائِمَ، وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ؛ بَلْ يَجِبُ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي كَانَتْ تَعْتَادُهَا الْجَاهِلِيَّةُ، وَيَلْتَزِمَ بِأَمْرِ الْإِسْلَامِ الَّذِي فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، وَفِيهِ الصَّلَاحُ وَالْإِصْلَاحُ، وَفِيهِ الْعَاقِبَةُ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

شاهد أيضًا: تحميل خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة

تحميل خطبة الجمعة عن تعليق التمائم pdf

إن تعليق التمائم هو بابٌ من أبواب الشرك، ولا بدّ للمسلمين عدم التهاون بالأمر وعلى كلّ خطيب ان يقدم الموعظة الحسنة والتحذير من الوقوع في هذا النوع من الشرك، وإلى جميع الراغبين بتحميل خطبة الجمعة عن تعليق التمائم pdf يمكنكم الحصول على الخطبة وتحميلها بشكل مباشر “”.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة التوكل على الله والتحذير من الكهنة والعرافين

هنا نصل لختام مقالنا خطبة الجمعة عن تعليق التمائم حيث عرضنا خطبة عن تعليق التمائم وكيف حذّر القرآن الكريم والسنّة النّبويّة من هذا الأمر، بالإضافة إلى وجود رابط لتحميل الخطبة ضمن المقال.

المراجع

  1. ^
    سورة الزمر , الآية 38
  2. ^
    صحيح الجامع , الألباني/عقبة بن عامر/6394/ صحيح
  3. ^
    khutabaa.com , التحذير من تعليق التمائم , 29/05/2022