كان 11: “صمت مطبق” من كتائب القسام على “مسيرة الأعلام”

ذكر تقرير إسرائيلي، مساء اليوم، الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يرصد أي استعدادات خاصة في قطاع غزة المحاصر لإطلاق حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قذائف صاروخية على أهداف إسرائيلية، في ظل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس.

جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”)، في نشرتها المسائية، مشددة على أن قوات الاحتلال ستبقي على حالة التأهب في صفوف قواتها في القدس والضفة المحتلة وفي محيط قطاع غزة المحاصر، حتى بعد انتهاء “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في القدس.

وأشارت القناة الرسمية الإسرائيلية إلى ما وصفته بـ”الصمت المطبق” من قبل قادة كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” ردا على “مسيرة الأعلام” التي نظمها العنصريون اليهود في القدس، لافتة إلى التهديدات التي أطلقها العام الماضي قائد الجناح العسكري للحركة، محمد الضيف، وأتبعها برشقة صاروخية استهدفت منطقة القدس.

كما رصدت “كان 11” تصريحات المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين في “حماس” الذين عبروا عن دعمهم لسكان القدس ودعوهم لـ”الوقوف بحزم ضد قوات الاحتلال والمقتحمين للمسجد الأقصى وكذلك في مناطق أخرى من البلدة القديمة للحفاظ على السيادة الفلسطينية” للمدينة المحتلة، بحسب ما أوردت القناة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد هدد بشن هجوم شديد ضد قطاع غزة، في حال إطلاق قذائف صاروخية ردا على الاستفزازات الإسرائيلية في القدس المحتلة، من خلال “مسيرة الأعلام” التي نظمتها حركات الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة والعنصرية في البلدة القديمة، واقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى تحت حماية قوات الاحتلال.

وشهدت سماء قطاع غزة، تحليقا مكثفا للطيران الحربي الإسرائيلي، خلال ساعات صباح اليوم ويستمر ذلك حتى منتصف الليلة المقبلة، وهو في حالة جهوزية لشن غارات في القطاع. وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن حركة حماس ليست معنية بالتصعيد، ويعتبر الاحتلال أن احتمال إطلاق قذائف صاروخية من القطاع ضئيل، وكرر ادعاءه بأن “هذا الوضع الذي تنجح فيه حماس بإشعال الوضع في القدس والضفة وتكون خلاله محصنة في غزة مريح لحماس”، بحسب موقع “واينت” الإلكتروني.

في المقابل، شدد مسؤولون في حركة “حماس” على أنه لفصائل المقاومة خياراتها الإستراتيجية التي تتناسب مع التطورات والأحداث التي تشي بتصعيد محتمل في القدس والضفة المحتلة؛ وذكرت تقرير إسرائيلي أن الوسطاء بذلوا “جهودًا كبيرة منعا لتدهور الوضع”، مشددا على أن “الساعات المقبلة شديدة الحساسية”.

 
بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن “مسيرة المستوطنين لم تمنح الاحتلال أي سيادة على الأقصى ومعركتنا مفتوحة ولم تغلق”، وأضاف أن “ملحمة اليوم في ساحات الأقصى هي محطة من محطات الصراع الذي لن ينته إلا بزوال الاحتلال وكنسه على كل أراضينا”.

وشدد على أن “هناك وحدة ميدانية للمقاومة في جميع الساحات لمواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته وأهلنا في مدينة القدس رسموا اليوم مشهد الصمود البطولي بوجه الاحتلال”، وتابع أن “الاحتلال عاش حالة تأهب وذعر واستنفر كل طاقاته لتسيير مسيرة أعلام ورغم ذلك ستظل السيادة على المسجد الأقصى خالصة لشعبنا الفلسطيني ولن يلفح الاحتلال في تمرير أجنداته”.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إلى “ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب العنف”، وذلك في بيان صادر عن منسق الأمم المتحدة الخاص المعني بـ”عملية السلام” في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.

وقال المسؤول الأممي: “إنني قلق للغاية بشأن دوامة العنف المتصاعدة التي أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة”. وأضاف: “أدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح”.

وأردف أن “رسالة المجتمع الدولي واضحة لتجنب مثل هذا التصعيد”. وجاءت الدعوة الأممية، تزامنا مع انطلاق “مسيرة أعلام” التي نظمها عنصريون يهود في القدس وشملت اقتحام منطقة بابي العامود والخليل والبلدة القديمة بما في ذلك الحي الإسلامي وصولا إلى باحات حائط البراق.

وشهد المسجد الأقصى، الأحد، اقتحامات واسعة من قبل المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال في القدس، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1687 مستوطنا.

وشهدت اقتحامات الأحد، تطورا خطيرا، حيث أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما يعرف بـ “السجود الملحمي عند اليهود” ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية الشرطة، وذلك في خرق واضح لـ”الوضع القائم” (الستاتوس كو – Status quo).