قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ، إنَّ الملكة نازلي ظُلمت لأنه جرى التركيز على جانب واحد فقط في تاريخها، ولا تؤخذ مثل أي شخصية تاريخها جملة، بل هناك مراحل في تاريخها.
الملك فؤاد ظلمها بشدة
وأضاف «شقرة»، خلال اتصال هاتفي ببرنامج «التاسعة»، المذاع على شاشة القناة الأولى، ويقدمه الإعلامي يوسف الحسيني، أن الكاتب محمد التابعي الذي سُمي وقتها أمير الصحافة أول من أشار إلى أن زوجها الملك فؤاد ظلمها بشدة، وعاملها معاملة سيئة للغاية، وهذه مرحلة من مراحل حياة الملكة نازلي.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية يتمثل في دورها أثناء مرض الملك فؤاد، وحمايتها لابنها «فاروق» ولي العهد، فلعبت دورا مهما للغاية لكي يتولى عرش مصر، والمرحلة التي تلتها كانت بها الملكة قوية لحماية عرش مصر، في سنة 1942، وتحديدا في الحدث الشهير في 4 فبراير 1942 عندما حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين، وهددت عرش مصر، وهو يوم شديد السواد، والذي حمى فاروق هي القصة التي وضعتها نازلي وأحمد حسنين الذي تزوجها بعد ذلك عكس كل ما كتب عن هذا الحادث.
دورها في أحداث 4 فبراير 1942
وأكد أن الملكة نازلي كانت لها قصة في مواجهة اللورد الإنجليزي كيلرن، الذي صمم على عزل الملك فاروق في 4 فبراير 1942، ولكن الملكة نازلي وضعت خطة مع أحمد حسنين بأنه عندما يطلب اللورد كيلرن من فاروق التنازل عن العرش يقول له بالحرف: «ولماذا أتنازل وأنا سألبي رغبتك في استدعاء مصطفى النحاس للوزارة لتكون وزارة وفدية خالصة».
وأوضح أنّ المرحلة التي تزوجت فيها الملكة نازلي، أحمد حسنين دخلت في مؤامرات ومشكلات، والملك فاروق نفسه انهار نفسيا، وبدأ يواجه إهانات موجهة لوالدته، وتفسخت الأسرة، وكانت هذه المرحلة سيئة في تاريخ الملكة، مؤكدا أن سفرها لأمريكا لم يكن هروبا ولكن رغبة في العلاج، كما أنها لم تتنصر، وهذا ثابت من خلال الشهادات والوثائق الكثيرة، وأنها دفنت في مقابر المسيحيين بالولايات المتحدة لأنه لم يكن هناك مقابر للمسلمين.
آخر سنوات حكم فاروق شديدة السواد
ولفت إلى أن مسألة الحنين للماضي مسألة مرضية، ولم يكن تاريخ مصر قبل 1952 مرحلة ذهبية، فالوثائق البريطانية والأمريكية تصف هذه المرحلة خاصة السنوات العشرة الأخيرة في تاريخ الملك فاروق بأنها سنوات شديدة السواد.